قال مدرس الفلسفة وهو ذاهب إلى مدرسته كمتطوع لأجل الوطن، بعد أن شاهد القنابل العنقودية تهطل
على مخيم وطن، يترنح إعلان الموت و الحياة في خبيئة الوطن.
فرد عليه أستاذ اللغة العربية، أتذكر حين فقأت سكون دمشق بدمعك، وكنت تحبّ، وتكره تلك المدينة، وكانت تسمى الوطن.
وكنت تزمّل شريط الربيع، تهجّي الفصول ،تقول لابدّ يمطر ليل دمشق، ونعشق نكره تلك اللعينة،
أتذكر أنّنا ركضنا أمام الرصاص، ولم تُفلت اللوحة التي أربكتك كثيرًا.
وكنت كتبت “وشربت ع فراقهم كاسات حنظل ومر”.
أكنت قُتلت بحب دمشق، ونحن نعدّ “ياعين موليتي وطنعشر موليّة” مسكت زمام الموت بكفّك حين
كففتَ بدمعي الوطن.
بعد برهة صمت ردّ أستاذ الكيمياء، أن القلوب التي تلي الهيدروجين في سلسلة الإزاحة لا تعي
معنى للحرية، ولكنها عنقودية وليست هدروجينية.
إي نعم … عنقودية
الهدروجينية كالكيماوية مقيدة بضمانات الضامنين، ولم يبق في المدار الأخير للذرة أي حر قابل للتعلق.
في الحصة الدرسية الأولى
رفع سعيد يده ليقرأ موضوع التعبير في وصف الوطن.
وقف الطالب على منصة الصف بفيء زيتونة وقال, بحثت عن وطن يشبه وطننا فلم أجد وطناً مثله،
فأيّ وطن يسليك ليلة صيفية كاملة بألعاب نارية ضخمة تشبه البراميل، شاشات عملاقة تصور لنا دمار تلك الألعاب والسماء مضاءة.
وفي الشتاء الماضي حكت لنا ابنة الجيران كيف أشعل أباها نفسه لينعم أبناؤه بالدفء بعد نفاذ الأحذية من مدافئ الوطن.
وفي وطننا كغير كل الأوطان أربع حكومات تمتد من النهر إلى البحر كلها عطشى من النهر إلى البحر،
يموت الناس عطشاً في الوطن.
قال المعلم للتلاميذ هل من ملاحظات
وقف طالب كان يجلس على حجرة بعد زيتونتين نعم يا أستاذ، لم يذكر زميلي الشعور العاطفي تجاه الوطن.