احمد منصور
فى حديثه أمام قيادات الجيش الروسي يوم الجمعة الماضي قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتن إن قواته ذهبت إلي سوريا من أجل منع الخطر الذي يهدد بلاده ، وهو بهذا التصريح يؤكد علي أن أي دولة من حقها أن تمارس البلطجة وتقوم بغزو أي دولة أخري سواء من خلال اتفاقية مع العصابة التى تحكمها أو دون حاجة لذلك بدعوي أنها تشكل خطرا عليها ، ولم يكن بوتن الذي قام بغزو سوريا بقواته تحت ستار طلب من عصابة الأسد التى تدمر البلاد وتمارس القتل بحق الشعب منذ خمس سنوات يدشن نظاما جديدا بل إنه كان يمارس اللعبة نفسها التى مارستها الولايات المتحدة حينما قامت بغزو العراق ودمرته ولازالت ونصبت نظاما طائفيا يدمر الأخضر واليابس ويقوم بتطهير طائفي وعرقي غير مسبوق ، ولذلك لم تبد الولايات المتحدة والدول الغربية أي اعتراض علي الخطوة الروسية بل إن الأجتماعات واللقاءات الحميمية بين وزيري خارجية البلدين التى جرت خلال الأسابيع الماضية تؤكد أن كل ما تفعله روسيا فى العراق هو بترتيب بين البلدين ، كما أن اللقاءات الحميمية التى جرت بين بوتن وزعماء الدول الغربية علي هامش قمة المناخ فى فرنسا وكذلك الزيارة التى قام بها الرئيس الفرنسي لروسيا ولقائه الحميمي مع بوتن تؤكد أن البلطجة التى تمارسها الدول الكبري أصبحت قاسما مشتركا بين الدول و تجري بالأتفاق و الترتيب وكأن العالم يحكم من عصابات يتقاسم زعماؤها العالم فيما بينهم وأن ما يسمي بالنظام الدولي أو القانون الدولي هو أكذوبة كبري .
هل يعقل أن الطائرات البريطانية والفرنسية والأمريكية التى تملأ سماء سوريا بدعوي الحرب علي تنظيم الدولة لا تنسق مع الطائرات الروسية وطائرات النظام السوري التي تقصف مواقع المقاومة وتدمر مدن وقري سوريا علي رؤوس المدنيين الآمنين فيها ؟ وهل يعقل أن النظام السوري الذي يتبادل النفط بالتجارة مع تنظيم داعش كان يفعل ذلك طوال السنوات الماضية تحت سمع العالم وبصره دون أن يتهمه أحد بالأرهاب ؟
عصر بلطجة الدول جعل الولايات المتحدة وعلي لسان أكثر من مسئول فيها تعلن أنها سوف تشكل جيشا من دول المنطقة تديره لصالح القضاء علي تنظيم داعش الذي كانت شريكة فى صناعته وفي نفس الوقت فى عصر بلطجة الدول يعلن فلاديمير بوتن أن 5000 عنصر من الجيش السوري الحر ينسقون مع سوريا فى الحرب علي داعش بينما تقوم قواته بقصف مواقع الجيش الحر وباقي فصائل المقاومة ، البلطجة تستدعي صناعة الأكاذيب وتصديقها وترويجها وممارسة كل الجرائم ضد الأنسانية بدعوي الحرب علي الأرهاب المهم أن الكل يمارس البلطجة و الجرائم والأرهاب والكل يعلن الحرب علي الأرهاب وشعوبنا وبلادنا تدفع الثمن .
صفحة فيصل القاسم