“إنا لله وإنا إليه راجعون البقاء لله رب العالمين، الله يرحمها ويتقبلها عندو من الشهداء ويصبر أهلها ويعين أمها وأخوها” بهذه الكلمات ودع أهالي مخيم “حلب لبييه” الفتاة الشابة عبير.
ومع انقضاء أعوام وفصول من الثورة السورية لا تزال المنطقة تعيش حالة من الفلتان الأمني، تختلف أشكالها بين منطقة وأخرى، سواء في المناطق التي يسيطر عليها النظام، أو تلك الخاضعة للمعارضة ، الأمر الذي سبّب انتشاراً واسعاً للجرائم مجهولة الفاعل بقصد السرقة .
عبير المحمود (٢٤عاماً_تدمر البيارات الغربية)، تنتمي لعائلة فقيرة، يتيمة الأب، معيلة لأم ضريرة طريحة الفراش، وأخ متوحد عاجز ، انتقلت عبير مع عائلتها من تدمر إلى إدلب هرباً من النظام وتنظيم الدولة ، بقيت في مخيم “لستم وحدكم ” في خيمة لا تقيها حرّ الصيف ولا برد الشتاء، ناشدت عبير عبر وسائل التواصل الاجتماعي المعنيين بالأمر لتقديم يد المساعدة لوالدتها وأخيها ، استجابت بعض المنظمات وفاعلي الخير لها ، انتقلت بعد حصولها على دعم إلى مخيم “حلب لبيه ” المؤلف من شقق قابلة للسكن حيث تعرضت عبير وأخاها هناك لعملية اغتيال، قال أحد أقارب عبير ” ليتأكد القتلى من موت عبير قاموا بطعنها عشرات الطعنات بأداة حادة لم يتم التعرف على نوعها؛ الآثار التي كانت على الجثتين دلت على مشاجرة قوية حصلت بين الطرفين من كدمات وشد للشعر”.
تعرضت عبير للضغط النفسي عن طريق تعذيب أخيها ” أحمد ” أمام ناظريها بشطب جسده بالسكين لتضعف وتعطيهم المال، لكنها رفضت فوصل الأمر لقطع أوردة يديه اليمنى واليسرى مع خنق لها كي لا تصرخ وتشطيب لجسدها أيضا، لتستسلم للأمر الواقع وتعطيهم ما كان بحوزتها من ذهب ادخرته مع والدتها على مر السنين، وبعض الدولارات التي حصلت عليها كدعم، ذبحا بعد ذلك ليخفي الفاعلون جريمتهم ولا ينكشف أمرهم .
وحسب شهادة أخيها المصاب بالتوحد ” أنه رأى أصدقاء أحمد يضعان عبير وأحمد في غرفة وقال كانوا يضربونهم ويعذبونهم، وخرجوا ولم يتكلموا معي أبدا .”
وبعد هذه الشهادة تم اعتقال أصدقاء أحمد وهم الآن قيد التحقيق .
قالت إحدى الجارات ” دُق الباب على العائلة ليلاً فقالت عبير من ، وإذ بهم أصدقاء أحمد فقالت لهم أحمد غير موجود( مع العلم أنه كان موجوداً, لكن عبير كانت متذمرة من هؤلاء الرفقة السيئة وكانت تخاف منهم وتخبر أخاها بضرورة طردهم لأنهم مشكلجية على حسب تعبيرها .)
تم التداول عن طريق الخطأ بأن فاعلي الجريمة هم أقارب عبير لكن أقارب عبير أكدوا أنهم غرباء ولا ينتمون للعائلة أبداً وإنما من عشائر أخرى.
الأم العاجزة الفاقدة للوعي والتي لم تشعر بغياب ابنتها،
تعتني بها، تطعهما، تسقيها، تبدل ملابسها، يد غريبة لم تعتد عليها، أخاها المتوحد الذي طالما اعتاد على رؤية عبير صباح كل يوم يقول ” راااحت عبير مع دموع تملأ عينيه”. يناشد أقارب عبير الذين يحتوون أم عبير وأخيها بعد موتها، كل من يستطع إدخالهم إلى تركيا عند ابنتهم البكر التي تقطن في قيصري .
نسأل الله الرحمة لعبير وأخيها والصبر والسلوان لعائلتها والجزاء لقتلتهما .
مجلة الحدث / شمس العمر