أقصى الرئيس الفلسطيني ورئيس اللجنة المركزية لحركة فتح محمود عباس القيادي الأسير مروان البرغوثي من أي مهام قيادية في مركزية الحركة، وذلك على الرغم من فوز البرغوثي بأعلى أصوات الانتخابات الداخلية الأخيرة.
وكان يتوقع على نطاق واسع أن يتولى البرغوثي، الذي يقبع في السجون الإسرائيلية، مهام نائب رئيس اللجنة المركزية لفتح.
وهاجمت فدوى البرغوثي، عضو المجلس الثوري لفتح وزوجة القيادي البرغوثي، اللجنة المركزية للحركة على “تغييبها” لزوجها من المهام القيادية.
وقالت على صفحتها في فيسبوك إن “اللجنة المركزية لفتح تصر على أن مروان غائب ولم يقدروا أن هذا سيسجل عليهم من أبناء شعبنا بأنهم انصاعوا لتهديدات (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو”.
واختارت اللجنة المركزية لحركة فتح خلال اجتماعها، مساء الأربعاء، محمود العالول عضو لجنتها المركزية نائبا لرئيس الحركة.
والعالول، الذي ينحدر من مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، يعتبر مقربا من الرئيس عباس، شغل سابقا عدة مواقع قيادية مهمة في حركة فتح، إضافة لتوليه منصب محافظ نابلس.
وهذه المرة الأولى التي يتم فيها استحداث منصب لنائب رئيس حركة فتح وهو أمر غير مرتبط برئاسة السلطة الفلسطينية.
وتشير السيرة الذاتية للعالول أن السلطات الإسرائيلية اعتقلته عام 1967 ثلاث سنوات ثم أبعد إلى الأردن وعاد إلى الأراضي الفلسطينية بعد اتفاق أوسلو وشغل منصب محافظ نابلس لعشر سنوات وانتخب في عام 2006 عضوا للمجلس التشريعي الفلسطيني الحالي.
وأوضحت عضو اللجنة المركزية لحركة فتح دلال سلامة أنه جرى توزيع باقي المناصب في اللجنة المركزية بالتوافق بين الأعضاء.
ولفتت سلامة إلى أن جبريل الرجوب بات يشغل منصب أمين سر اللجنة المركزية، وجمال محيسن عين مفوضا لمفوضية التعبئة والتنظيم، فيما اختير روحي فتوح لرئاسة مفوضية العلاقات الدولية، وأحمد حلس لمفوضية قطاع غزة.
واستلم عزام الأحمد مفوضية العلاقات الوطنية، وصائب عريقات مفوضية المفاوضات، وسمير الرفاعي تولى رئاسة الأقاليم الخارجية (الأقاليم خارج فلسطين)، وعباس زكي لمفوضية الصين والعلاقات العربية، ومحمد اشتية لرئاسة المفوضية المالية، فيما تم اختيار دلال سلامة لرئاسة مفوضية المنظمات الأهلية وغير الحكومية.
وترأس توفيق الطيراوي مفوضية المنظمات الشعبية، في حين ترأس محمد المدني مفوضية العلاقات مع المجتمع الإسرائيلي، وتولى إسماعيل جبر منصب مساعد الرئيس لشؤون المحافظات والشؤون العسكرية.
وأشارت سلامة إلى أن عضوي اللجنة المركزية حسين الشيخ (وزير الشؤون المدنية الفلسطينية)، وصبري صيدم (وزير التربية والتعليم) متفرغان لمنصبيهما، إلى جانب عضو اللجنة المعتقل في السجون الإسرائيلية مروان البرغوثي.
وكانت حركة فتح قد انتخبت نهاية العام الماضي، لجنة مركزية ومجلسا ثوريا، واختارت عباس قائدا عاما لها، خلال مؤتمرها السابع الذي عقد في مدينة رام الله.
وتعيش حركة فتح على وقع انقسامات داخلية بعد موجة من “الاقصاءات” التي طالت العديد من القيادات المحسوبة على القيادي محمد دحلان.
ويرفض عباس أي حديث عن خلافته لرئاسة السلطة وفتح ومنظمة التحرير.
وتهيمن فتح على مؤسسات السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، في حين فقدت سيطرتها على مؤسسات السلطة في قطاع غزة بعد ان سيطرت حركة حماس على القطاع بقوة السلاح في 2007.
ويقول محللون إن حركة فتح تتهيأ لتعزيز وجودها في مؤسسات السلطة الفلسطينية. ومنذ انتهاء الانتفاضة الفلسطينية الثانية في 2002، أعلنت حركة فتح وضع حد لأنشطتها العسكرية.
وأشار استطلاع رأي اجري مؤخرا أن ثلثي الفلسطينيين يرغبون في أن يقدم عباس استقالته.
العرب اللندنية