الأناضول- شدد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الأربعاء، على “أهمية الدور الروسي في حل الأزمة السورية”.
جاء ذلك خلال مقابلة أجرتها محطة “أي بي سي” الأسترالية مع الملك الأردني الذي بدأ زيارة لأستراليا الأربعاء بدعوة من حاكمها العام بيتر غوسغروف.
وتناولت المقابلة والتي بث الديوان الملكي تفاصيلها في بيان وصل الأناضول نسخة منه، مجموعة من أبرز القضايا على الساحتين العربية والدولية.
وفي معرض رده على سؤال حول مدى قلقه من سياسة الرئيس الأمريكي المنتخب “دونالد ترامب” تجاه سوريا، قال الملك عبد الله: “أعتقد في هذه المرحلة أن جميع الخيارات متاحة ومطروحة على الطاولة، ولكن مرة أخرى يجب أن أكون واضحًا بأن غالبيتنا، ممن يفهمون الأزمة السورية، يدركون أنه لا يمكن حل الأزمة بدون الروس″.
وتابع، “هذا أمر لطالما ناقشناه على مدار العامين الماضيين، وعليه، ففي هذه المرحلة علينا الانتظار لنرى طبيعة الاستراتيجية الأمريكية وكيف سيتم التعامل مع الروس، وهذا هو الأمر الذي يشغل الجميع″.
ولفت، “ما يحدث في حلب مثلاً هو مأساة إنسانية، لا أعتقد أنه بإمكاننا عمل الكثير حتى تأخذ الإدارة الجديدة موقعها، وتبلور استراتيجيتها، ويتم التواصل مع الروس″.
ومضى “أعتقد أنه من وجهة النظر الروسية كان هناك نوع من الانتظار والترقب لرؤية من سيفوز بالانتخابات والإدارة الجديدة التي ستتولى زمام الأمور. وبالتالي فإنهم شعروا بأنه بإمكانهم فعل ما يريدونه في سوريا”.
واستطرد، “لكن في ذات الوقت من الصعب وضع اللوم، فيما يتعلق بالمحادثات، على طرف معين، ما نأمله جميعاً هو أنه مع قدوم الإدارة الجديدة وبلورتها لاستراتيجيتها أن يكون هناك بعض الانسجام”.
وأوضح “نحن في نهاية المطاف نواجه خطرا عالمياً للإرهاب، يمثل حرباً عالميةً ثالثة بأدوات أخرى، كما وصفتها، وليس امتدادا للحرب الباردة، حيث يساورني شعور بأن درجة الكراهية بين موسكو وواشنطن أعلى من الكراهية تجاه القوى الإرهابية التي نواجهها على مستوى العالم، آمل أن يتغير ذلك، لأن الأولوية تتمثل في مواجهة هذا الخطر العالمي”.
وفيما يتعلق بتعهدات ترامب بالقضاء على تنظيم الدولة الاسلامية “داعش”، أكد العاهل الأردني “أن تدمير داعش يجب أن يكون أولوية الجميع، وإنني مستمر بالتذكير بأن هذا الهدف هو صميم الحرب الدولية على الإرهاب”.
واعتبر الملك الأردني “إن إيران مسؤولة عن تأجيج الصراع الطائفي في منطقتنا، لديهم عدة أوراق يلعبون بها، إحدى هذه الأوراق الاتفاق النووي”.
وحول أزمة اللاجئين السوريين، قال العاهل الأردني “واجهت كثيرا تساؤلات من أبناء شعبي المحبطين من وجود 20% من السكان من اللاجئين السوريين وما تركوه من أثار سلبية على فرص العمل وقطاع العقار ونسب البطالة، وطلبوا مني أن أوقف استقبال اللاجئين السوريين في الأردن”.
وأضاف “فقلت لهم “لكن كيف يمكن ذلك؟ كيف يمكن منع إمرأة حامل وتمسك بيد طفل آخر من الدخول؟ هل نمنع هؤلاء الهاربين من ظروف حياتهم فيها مهددة؟” هناك درجة من الإنسانية لا بد أن نلتزم بها تجاه بعضنا البعض، فلا مجال لفعل ذلك لأن هناك مسؤوليات أخلاقية علينا تحملها”.
وبدأ الملك عبدالله الثاني، الأربعاء زيارة (غير محددة المدة) إلى أستراليا بدعوة من حاكمها العام بيتر غوسغروف.
ويعقد الملك الأردني، في العاصمة كانبيرا ومدينة سيدني، لقاءات مع الحاكم العام، ورئيس الوزراء مالكوم تيرنبول، وعدد من كبار المسؤولين والقيادات البرلمانية الأسترالية.