عاد الأردنيون لنبش دفاترهم القديمة واستحضار صور لما يعرف شعبيا “بالثلجة الكبيرة” التي هطلت على الممكلة في عام 1992، استعدادا لاستقبال “هدى” العاصفة الثلجية المتوقع أن تؤثر على بلاد الشام اعتبارا من مساء الثلاثاء.
وبين “الثلجة الكبيرة” و”هدى” مرورا بـ”أليكسا” العام الماضي يبقى المواطن الأردني في حالة الترقب والخوف من الحصار في المنزل طيلة أيام الهطول. هو شعور تعزز بعد تجارب مع الأحوال الجوية وسوء البنية التحتية لشوارع المملكة التي أغلقها منخفض “أليكسا” لعدة أيام الموسم الماضي.
حالة الخوف تدفع المواطنين إلى التهافت على شراء المحروقات والمواد التموينية، إلى جانب مادة الخبز التي تعتبر مادة أساسية في حياة كل أردني، حيث تشير أرقام نقابة أصحاب المخابز إلى أن الأردنيين استهلكوا 16 مليون رغيف خبز في يوم واحد، استعداد لاستقبال “هدى”، واصطف الأردنيون في “طوابير” طويلة في المخابز لأخذ تموينهم قبل حلول العاصفة.
نقيب أصحاب المخابز في الأردن عبد الإله الحموي يصف ما يجري من عمليات تهافت بأنها “غير معقولة”، قائلا لـ”عربي21” إن “التهافت على المخابز يستمر من الصباح إلى المساء، ويقوم مواطنون بملء صندوق السيارة الخلفي بمادة الخبز، الأمر الذي أحدث ضغطا كبيرا وضاعف استهلاك الخبز مرتين ونصف المرة”.
ويحمّل الحموي المسؤولية في هذا الإرباك إلى محاولات “التهويل” في حجم المنخفض وتأثيره، مؤكدا أن المخابز في المملكة تعمل 24 ساعة، حتى في الظروف الجوية السيئة.
بدوره، يرى نقيب تجار المواد الغذائية سامر الجوابرة، أنْ “لا تهافت على المواد الغذائية، إذ اقتصر التهافت على المخابز والمحروقات، بينما شهدت المولات التجارية حركة نشطة بسبب تخوف المواطنين من أن يعْلقوا في المنازل بسبب الظروف الجوية”.
لماذا “هدى”؟
وأطلق اسم “هدى” على العاصفة بعد توحيد الاسم من قبل راصدين جويين في بلاد الشام “كما يقول المدير التنفيذي لطقس العرب محمد الشاكر، لـ عربي21”.
أوضح الشاكر أن الاسم اختير تيمنا بذكرى مولد الرسول عليه السلام، وتذكيرا بهدف رسالة النبي الأكرم، وأنه هدى للعالمين، إلى جانب التصدي لظاهرة انتشار أسماء العواصف باللغات الأجنبية، حيث يلجأ الراصدون في العالم لتسمية العواصف بأسماء تسهل أرشفتها والعودة إليها من أجل المعلومات فيما بعد، على حد قوله.
وقال الشاكر إن “هدى” عبارة عن منظومة جوية متآكلة، وليست منخفضا جويا، وتشمل أمطارا ورياحا تصل سرعتها إلى 100 كيلو متر في الساعة، وتصحب ثلوجا وانجمادات وضبابا يبدأ، ويبدأ تأثيرها صباح الثلاثاء على شكل رياح قوية، وتنخفض الحرارة بشكل ملموس مساء الثلاثاء، وتبدأ الأمطار بالتساقط، وكذلك الثلوج على المناطق الشمالية”.
أما الدخول الفعلي للعاصفة، فيكون يوم الأربعاء، حيث تشتد الأمطار وتبدأ الثلوج بالتساقط على المناطق الوسطى، لتشمل فيما بعد المناطق الجنوبية. وتكون ذروة العاصفة ليل الأربعاء الخميس وعلى المرتفعات التي تصل إلى 500 متر فوق سطح البحر”.
ويرى الشاكر أن هذه العاصفة أكثر شمولا من “أليسكا”، حيث ستغطي العاصفة “هدى” أغلب مناطق المملكة على عكس “أليكسا” التي اقتصرت على مناطق معينة.
ناطق إعلامي باسم العاصفة
وعمدت أمانة عمان الكبرى المسؤولة عن تقديم الخدمات في العاصمة، إلى تعيين ناطق إعلامي متخصص للحديث عن الظروف الجوية، على الرغم من وجود مكتب إعلامي وناطق باسم الأمانة.. وهو إجراء قد يهدف إلى تفادي التضارب بالتصريحات وللرد على سيل الانتقادات التي تتعرض لها الأمانة في كل موسم شتاء، حيث تغرق شوارع العاصمة بمياه الأمطار.
ويصف الناطق باسم أمانة عمان للأحوال الجوية بكر العبادي العاصفة هدى بأنها “ليست سهلة”، مؤكدا في الوقت ذاته أن أمانة عمان رفعت الجاهزية القصوى، ورصدت أماكن تشكل السيول وتجمعات المياه التي قد تحدث في الجسور والمناهل، حيث استفادت الأمانة من السلبيات التي واجهتها من العاصفة الماضية”.
وأعلنت مؤسسات وجهات رسمية، كشركة الكهرباء الأردنية وجهازي الأمن العام والدفاع المدني ونقابة أصحاب محطات المحروقات، استعداها لاستقبال العاصفة “هدى”.
وأطلق أردنيون وسما جديدا على الفيسبوك تحت عنوان “#اقعدي_يا_هدى”، على غرار مقولة النائب الأردني يحيى السعود الذي هاجم الكوتا النسائية في مجلس النواب، صارخا في وجه زميلته النائب هند الفايز “اقعدي يا هند”.
وتداول أردنيون صورا للثلوج التي هطلت على الأردن في الموجة التي عرفت بـ”أليكسا”، مستذكرين إغلاق الطرق وانقطاع التيار الكهربائي عن مناطق عديدة في العاصمة. ونشر آخرون صورا لطوابير المواطنين في المخابز والمحلات التجارية وأمام محطات الوقود.
“عربي 21”