قال مراقبون إن علامات انهيار قوات النظام السوري بدت واضحة للعيان في أعقاب الخسائر المتتالية التي مُنيت بها في محافظة إدلب بفقدانها مدينة “جسر الشغور”، واضطرارها للتراجع نحو منطقة “سهل الغاب” غير بعيد عن مدينة حماة.
وفيما تشتد ضراوة القتال، وتزداد شراسة على الأرض في خضم معركة وُصفت بأنها “عاصفة تحرير سوريا”، بدأت تتشكل ملامح مشهد جديد، بعد أن اقتربت كتائب الثوار المُسلحة من مدينة “القرداحة” مسقط رأس بشار الأسد في تطور يحمل دلالات مختلفة.
وتُشكل التطورات العسكرية الأخيرة تغيرا استراتيجيا في المنطقة، باعتبار أن نظام الأسد لم يعد يُسيطر سوى على مدينة “أريحا” وبلدة “المسطومة” في محافظة إدلب، ما يعني أن محافظة اللاذقية أصبحت مكشوفة عسكريا.
ولا يستبعد المراقبون أن تكون محافظة اللاذقية مركز المعركة القادمة، وهي تقديرات تُدركها قوات نظام الأسد التي أصيبت بحالة وصفها مراقبون بـ”الهستيرية”.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو هيئة معارضة مقرها لندن: إن هناك “حالة هستيرية تصيب قوات النظام” بعد الخسائر التي تعرضت لها، ما دفعها إلى قصف ريف حماة الشمالي الغربي بأكثر من 30 برميلا متفجرا.
ويعود اختيار كتائب الثوار وإصرارها على إحكام سيطرتها على مدينة “جسر الشغور”، إلى الأهمية الاستراتيجية التي تحظى بها هذه المدينة التي يُنظر إليها على أنها حلقة وصل بين مدينتي “اللاذقية” الساحلية، وحلب التي كانت تُسمى العاصمة الاقتصادية لسوريا.
وتكمن أهميتها أيضا في قربها من الحدود التركية التي تقول دمشق إن التعزيزات بالأفراد والذخائر وصلت عبرها لكتائب المُعارضة المُسلحة.
وتهدف هذه المعركة إلى خلق توازن ميداني جديد لدفع النظام السوري إلى الجلوس على طاولة المفاوضات بجنيف 3 بسقف منخفض، خاصة وأن قوات النظام السوري أصبحت بين فكي كماشة، ما يعني قلب موازين القوى العسكرية في سوريا، بينما قال الجيش التركي أمس إنه أرسل على وجه السرعة طائرتين مقاتلتين من طراز إف 16 قرب الحدود مع سوريا أول أمس بعد اقتراب قاذفة سورية من طراز سوخوي 24 من الحدود، ما دفع الطائرة السورية الى الانسحاب بعد اقترابها لمسافة 1.2 ميل بحري من الحدود التركية.
ويقول مراقبون إن الهدف الاستراتيجي من هذه المعركة هو ضرب “الجسر” الإيراني في المشرق العربي الذي يربط بين بغداد وبيروت مرورا بسوريا التي تُعتبر بوابته الرئيسية في هذه المرحلة الدقيقة، بحسب صحيفة العرب.
وفيما يراقب المتابعون للشأن السوري التحضيرات لبدء مفاوضات جنيف 3، يسعى كل طرف إلى تحقيق نصر على الأرض لفرض شروطه، خاصة أن بوادر بدأت تلوح في الأفق حول إمكانية تخلي إيران عن الأسد إذا وجدت من يضمن لها صفقة في سوريا تحافظ بها على جزء من دورها في المنطقة، ولا تُقصيها نهائيا من معالجة الملف اللبناني.
موقع مفكرة الاسلام