المركز الصحفي السوري
محمد عنان
مع دخول الثورة السوريه عامها الخامس على التوالي ضد نظام بشار الاسد، ويوما بعد يوم يجد السوريون انفسهم امام واقع يحمل في طياته الكثير من التحديات والهموم والتي تتقدمها التحديات الاقتصادية الكثيرة.
واهم التحديات الاقتصاديه هو ضعف الناتج المحلي الذي تعرض وما زال يتعرض لمصاعب جمة، اهمها هجره معظم المعامل والشركات الى خارج البلاد,الامر الذي ادى الى قله البضائع في السوق المحليه وارتفاع اسعارها ان وجدت .اضافه الى الانخفاض الكبير في سعر صرف الليره السوريه مقابل العملات الاجنبيه ,الامر الذي انعكس سلبا على القدره الشرائيه للمواطن السوري من ذوي الدخل المحدود والذين يزدادون يوما بعد يوم ليمثلو الغالبيه العظمى من الشعب السوري ,الذي وحسب اخر الدراسات التي اجرتها اللجنه الاقتصاديه التابعه للامم المتحده (الاسكوا)حيث كشفت هذه الدراسات” ان 18 مليون سوري يرزح تحت خط الفقر الاعلى لافتة في الوقت نفسه ان سوريا تواجه احتمالات المجاعه لاول مره في التاريخ الحديث” وهذا ما دفع بالسوريين للبحث عن بديل ومحاولتهم التكيف مع التطورات والظروف المعيشيه الصعبه.
السوريون,اصحاب اعرق الحضارات ,وفي محاولتهم لمواجهه الظروف المعيشيه الصعبه التي يعانون منها,تحولوا الى شراء البضائع المستورده من الخارج وخصوصا المستعمله منها كونها ارخص ثمنا من البضائع الجديده واكثر تنوعا, وهذا مايتوضح من خلال الانتشار الواسع للمتاجر التي تتاجر في هذه البضائع.
فيما مضى ,يقول ابو خالد وهو احد التجار الذين يعملون ببيع البضائع المستعمله في ريف ادلب:” كانت الاسواق مليئه بالبضائع الجديده وبأسعار مقبوله ومن انواع مختلفه ,اما في هذه الايام فهناك صعوبات كثيره تعترض عمليات نقل وانتاج هذه البضائع من المصانع, اضافه الى اقفال العديد من المنشآت الصناعيه ابوابها وتوقفها عن العمل” ,الامر الذي ساهم في الغلاء الباهظ في اسعار المنتوجات وبالتالي دفع الناس الى العزوف عن شراء الجديد وتحولهم الى المستعمل الارخص ثمنا .
يضيف ابو خالد قائلا: لا يقتصر اقبال السوريون على نوع واحد من البضائع المستعمله, انما هناك الكثير منها كالالبسه والاحذيه او ما يسمى (الباله)وهذه البضائع غالب الاحيان مستورده من دول اوروبا الغربيه ودول الخليج العربي, وهناك ايضا منتجات محليه ايضا لاقت اقبال عند السوريين مثل قطع الاثاث المنزلي التي اضطر اصحابها الى بيعها اما حاجه الى المال او لصعوبه نقلها عند نزوحهم واضطرارهم لترك منازلهم هربا من القصف والدمار الذي قد يلحق بمنازلهم في المناطق التي تشهد اشتباكات بين قوات الاسد وكتائب المعارضه المسلحه.
هكذا تغيرت وتتغير حياه السوريين وتتحول ظروف معيشتهم الى ظروف صعبه, ومع ذلك ماتزال صور التحدي والاصرار على الحياه ترتسم على وجوه السوريين رغم تنازلهم عن الكثير من رفاهيات العيش ليعيشوا بكرامه وحريه.