تحدثت عائلة العطار السورية، التي أصيبت بجروح نتيجة عمليات القصف التي نفذتها قوات نظام الأسد والجماعات الإرهابية الأجنبية الموالية للنظام، على منطقة حلب الشرقية المحاصرة، لمراسل الأناضول، تفاصيل المعاناة التي كابدتها تحت الحصار والقصف.
ونفذت الجماعات الإرهابية الأجنبية الموالية لنظام الأسد، عمليات قصف على مركز تجمع المدنيين الراغبين بالخروج عبر الممر الإنساني الذي فتح من أجل إنقاذهم من المذابح التي ترتكبها قوات نظام الأسد في أحياء حلب الشرقية، ما أدى إلى مقتل العشرات وإصابة المئات بجروح، بما في ذلك عائلة العطار الحلبية.
وأدى القصف إلى إصابة رب الأسرة حمزة، وابنته مروة (12 عامًا) بجروح مختلفة نتيجة إصابتهم بشظايا القصف، فيما أصيبت الأم ميرفت بجروح في يدها، والابن محمد في الساق اليمنى.
نُقلت عائلة العطار بداية إلى مستشفى القدس في أحياء حلب الشرقية، ثم تم نقلهم إلى جانب غيرهم من الجرحى، إلى محافظة إدلب (شمالي غرب سوريا)، قبل أن يتم إحضارهم فيما بعد إلى تركيا. تلقت العائلة الإسعافات الأولية في إحدى المستشفيات التركية بولاية هطاي (جنوب)، لتنقل بعدها بواسطة سيارات الإسعاف إلى مستشفى قونية الجامعي بولاية قونية وسط تركيا.
وفي مقابلة مع مراسل الأناضول، قالت الأم ميرفت العطار: “خلال الشهر الماضي، استهدف القصف أحياء حلب الشرقية بكثافة، ما أدى الى تسوية المنازل والمستشفيات ودور العبادة بالأرض”. مشيرة أن حدة العنف تزايدت بعد اشتداد خناق الحصار وتقلص مساحة سيطرة قوات المعارضة.
وتابعت: “كنّا نرزح تحت قصفٍ يومي. تعرض منزلنا لقصف قبل عشرة أيام، خرجنا منه دون أن نأخذ شيئًا من ممتلكاتنا. أصيب زوجي وطفلاي. توجهنا إلى مستشفى القدس. انتظرنا هناك قبل أن يتم إخراجنا. الحياة في أحياء حلب الشرقية كانت سيّئة للغاية، في ظل انعدام وجود مياه الشرب والكهرباء والمرافق والتدفئة والطعام. حلب كانت ترزح تحت قصفٍ مستمر. كنّا نعيش في ظل خوف مستمر من القصف. لم يمد أحد يد المساعدة لنا ما عدا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. بارك الله في أردوغان والشعب التركي، وكان في عونهم”.
أما محمد العطار (10 أعوام)، الذي أصيب في ساقه جراء القصف، أكد أنه ما يزال يعيش وقع الصدمة، وأنه قضى وقتًا عصيبًا في أحياء حلب الشرقية، حيث رأى منزله وهو يدمَّر ومدرسته بعد أن أصبحت أثرًا بعد عين.
وتابع: “عندما كنّا نهم بالخروج من أحياء حلب الشرقية، سقط صاروخ بالقرب منّا. شعرت بشظية تخترق ساقي. كان المكان يئن تحت صرخات آلام الجرحى وهول مشهد أشلاء القتلى. أمي وأبي وأختي أصيبوا أيضًا بشظايا الصاروخ. حلب كانت تتعرض للقصف في كل لحظة ودقيقة تقريبًا. كانت القذائف تتساقط على كل ركن من كل حدبٍ وصوب. تلاشت المدينة تحت الركام. كان من المستحيل وقتها العثور على لطعام وشراب. وبغض النظر عن الطعام والشراب، كانت الناس تكافح من أجل البقاء على قيد الحياة. نحن تمكنا من الخروج وبالتالي البقاء على قيد الحياة، إلا أن أصدقائي وأقاربي ما زالوا هناك. أنا أتضرع إلى الله لكي يتم إنقاذهم”.
من جهته، قال الدكتور عرفان إينان، أخصائي الجراحة التجميلية في مستشفى قونية الجامعي، إن محمد العطار تلقى الإسعافات الأولية بدايةً في أحد مستشفيات ولاية هطاي قبل أن يتم نقله إلى قونية.
وأضاف: أصيب محمد العطار بشظية في الساق اليمنى، تسببت بضرر الأنسجة بمساحة 25 سنتيمتر وعمق 15 سنتيمتر. قمنا بتنظيف الأنسجة الميتة والجروح. نعمل حاليًا على علاج الجرح بواسطة الأنسجة التي سيتم أخذها من عظم الفخذ. سيخضع الطفل لعملية جراحية في وقت لاحق، ثم لجلسات علاج فيزيائي وإعادة تأهيل. أما الأم فهي تعاني من خدرٍ في 3 أصابع بيدها اليمنى. فيما نواصل تقديم العلاج للأب والابنة في عيادات العيون.
الأناضول