ونشرت صحيفة “الوطن” الموالية للنظام أن رئيس غرفة الجنايات بمحكمة النقض أحمد البكري صرح بارتفاع عدد مروجي المخدرات، وأكد أن المواد المخدرة يتم إدخالها من مناطق ساخنة وذلك لغياب القانون عنها وبالتالي فإن التهريب متاح، وتم ضبط كمية كبيرة من الحشيش المخدر في دمشق، وأضاف أن المروجين يستغلون الظروف التي تمر بها البلاد وانشغال الجهات المختصة في الظروف الحالية للترويج لموادهم السامة موضحاً أن هناك محاولات لترويجها في المجتمع السوري بشكل كبير وذلك لخطرها الكبير.
من الملاحظ أن جميع الظواهر السلبية المنتشرة في مناطق النظام يرجع مسؤولوه السبب بها لسكان المناطق الخارجة عن سيطرتهم، لكن إن أردنا أن نتحدث بمنطق وعقلانية فإن هذه المبررات وإلقاء اللوم بانتشار الفوضى وارتفاع نسبة التهريب على تلك المناطق بحجج واهية لاتمت للواقع بصلة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه كيف دخلت هذه الكميات المخدرة إلى العاصمة دمشق؟.
سؤال صعب قد يعجز المسؤولون عن إيجاد إجابة ملائمة، وكما هو معروف للجميع فإن حواجز النظام المنتشرة في مناطق سيطرتها وفي الطرق المؤدية لبقية المحافظات، تقوم بتفتيش جميع السيارات والشاحنات القادمة إليها بشكل دقيق ومفصل، فكيف استطاعت هذه المواد أن تدخل وسط زحام الحواجز؟، وليس خافيا على أحد أن عناصر الحواجز المنتشرين في الطرقات يتقاضون مبالغ مالية لتسهيل العبور دون الحاجة للتفتيش.
والغريب في الموضوع أن قضايا الفساد تفاقمت لدرجة كبيرة وباعتراف مسؤولي النظام، حيث تم ضبط 10 كيلوغرامات الشهر الماضي من الحشيش و15 ألف حبة كبتاغون، وقال البكري في حديثه للصحيفة أنه لا يستبعد زراعة بعض المسلحين في المناطق الموجودين فيها للمواد المخدرة وخصوصاً الحشيش وذلك لإيجاد موارد مالية جيدة ولا سيما بعدما بدأت الدول الداعمة بتخفيف الدعم.
وكأنما “البكري” سرح بخياله بعيدا ليبعد الأنظار عن الموضوع الأساسي ألا وهو انتشار المخدرات وترويجها، والجدير بالذكر أن المناطق المحررة وبالأخص في الشمال السوري بالكاد يتمكنون من زراعة المواد الغذائية الأساسية بسبب ارتفاع تكاليف انتاجها واعتمادهم على مولدات الديزل في السقاية، فكيف لهم أن يزرعوا الحشيش؟؟.
وقد نشرت عدة صور ومقاطع فديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر قيام عناصر تابعة للنظام وحزب الله يتعاطون الحشيش وغيرها من أنواع المخدرات ولهم سوابق في هذه الأفعال.
لسنا بصدد تراشق التهم أو تبرئة طرف على حساب الآخر، إنما بات الفساد ينبع من كل حدب وصوب في مناطق النظام بما فيها قضايا الاختلاس وسرقة البنوك وأموال الشعب، إنما الأهم من ذلك تأثير انتشار المخدرات وتوفرها بين المدنيين بطرق مكشوفة وعلى العلن وبكميات كبيرة يضعنا أمام معضلة صعبة قد تكون نتائجها وخيمة عليهم وعلى المجتمع السوري إذا ما استمر النظام بسياسة المراوغة وإلقاء اللوم على غيره دون إيجاد حل جذري ينهي هذا الصراع.
المركز الصحفي السوري ـ سماح الخالد