بالتزامن مع الذكرى السنوية لما تصفه المقاومة الإيرانية بـ”مؤامرة 17 حزيران (يونيو) 2003″، التي استهدفت قيادة المقاومة في فرنسا في محاولة لشل حركتها، نفذت “وحدات الانتفاضة” التابعة للمقاومة الإيرانية سلسلة من الأنشطة النضالية الجريئة داخل البلاد. شملت هذه الحملة الواسعة أكثر من 50 عملية نوعية في مدن إيرانية كبرى، لتوجيه رسالة مزدوجة: الأولى هي تأكيد الولاء لقيادة المقاومة ورؤيتها الديمقراطية، والثانية هي تحدي نظام الملالي وإظهار أن شعلة المقاومة لم ولن تنطفئ.
وحدات الانتفاضة إن الطريق الوحيد للسلام في إيران والمنطقة هو دعم المقاومة
امتدت هذه الأنشطة الثورية لتشمل العاصمة طهران ومدنًا رئيسية أخرى مثل مشهد، أصفهان، كرج، بندر عباس، جرجان، شيراز، كاشان، ومسجد سليمان. وفي تحدٍ مباشر للأجواء القمعية المشددة، قام أعضاء وحدات الانتفاضة بتعليق ونشر لافتات وصور للسيدة مريم رجوي، وخطوا شعارات على الجدران في الساحات والأماكن العامة.
عكست هذه الشعارات تطلعات الشعب الإيراني نحو مستقبل أفضل، وحملت رسائل واضحة مثل: “الديمقراطية والحرية مع مريم رجوي، إيران حرة مع مريم رجوي”، و”مريم رجوي هي أمل الشعب الإيراني لغد أفضل”، و”ما يريده شعبنا هو جمهورية ديمقراطية”.
تكتسب هذه التحركات أهمية خاصة كونها تأتي في ذكرى حدث يُعتبر نقطة تحول في علاقة الغرب بالنظام الإيراني. ففي 17 حزيران (يونيو) 2003، وبضغط من طهران، شنت السلطات الفرنسية حملة مداهمات واسعة ضد مكاتب المقاومة الإيرانية في باريس، في خطوة سياسية فُسرت على أنها محاولة لاسترضاء النظام. لكن القضاء الفرنسي أسقط لاحقًا جميع التهم، مما كشف عن الطبيعة السياسية للمؤامرة وأكد شرعية نضال المقاومة.
وفي الختام، فإن هذه الأنشطة الداخلية تؤكد حقيقة راسخة، وهي أن سياسة مهادنة نظام الملالي ومحاولة تقييد حركة المقاومة الإيرانية لم تسفر إلا عن نتائج عكسية وكارثية. لقد نظر النظام إلى مؤامرة 17 حزيران (يونيو) وما تلاها من محاولات استرضاء على أنها ضوء أخضر لتصعيد سياساته العدوانية. هذه المهادنة لم تجلب الاعتدال، بل أدت إلى تجرؤ النظام الذي أصبح أكثر شراسة في قمعه للشعب الإيراني، وسارع في برنامجه النووي، ووجد الفرصة سانحة لجر المنطقة بأكملها إلى أتون الحرب والدمار عبر ميليشياته ووكلائه. إن كل قطرة دم تُسفَك اليوم، سواء في شوارع طهران أو في أرجاء المنطقة، هي ثمرة مباشرة لتلك السياسة الغربية التي يجب على الغرب أن يستخلص منها العبر والدروس. إن ذكرى 17 (يونيو) تظل شاهدًا على أن الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة وإنهاء معاناة الشعب الإيراني لا يمر عبر مسايرة الطغاة، بل من خلال دعم نضال الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة من أجل الحرية.