قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، إنه لا يمكن لإيران أن تُملي على الآخرين ما عليهم فعله فيما يتعلق بالملف السوري، مضيفاً أن طهران لا تتوقع من تركيا أن تغير مواقفها فيما يتعلق بالأزمة السورية في المستقبل القريب.
وفي مؤتمره الصحافي الذي عقده اليوم، أضاف قاسمي أن الحديث عن صيغ تعاون مشترك بين طهران وأنقرة وموسكو فيما يتعلق بسورية ما زال مبكراً، معتبراً أن وجود تباين في وجهات النظر حول قضايا الإقليم أمر طبيعي، لكن لا يمكن لهذا أن يقف كعائق بوجه الحوار والتعاون والتنسيق.
وذكر كذلك أنه من الممكن خلال جلسات الحوار المشتركة مع المسؤولين في تركيا أن يصل الطرفان لنقطة مشتركة تتعلق بسورية، مؤكداً أنه لا يوجد حتى الآن بديل عن بشار الأسد ليكون رئيساً لسورية، وأضاف أن طهران جادة في حربها على الإرهاب وفي تعاونها مع الآخرين لإنجاح هذا المسعى، حسب تعبيره.
كما قال إن بلاده مصرّة على مواقفها فيما يتعلق بالأزمة السورية، كما أنها تدرك أن حلها ممكن باتباع الخيار السياسي فقط، إلا أنه جدد تأكيده على الدور الذي من الممكن أن تلعبه كل من إيران وتركيا في المنطقة بما يصب لصالح تحقيق أمنها واستقرارها.
وأعرب عن رفع مستوى الحوار بين المسؤولين الإيرانيين والأتراك، بالإضافة لتكرار اللقاءات بين الطرفين منذ فشل المحاولة الانقلابية العسكرية في تركيا، قائلاً إن إيران كانت أول الأطراف التي وقفت إلى جانب الحكومة التركية، مشيراً إلى أن بلاده تأمل أن يحدث تقارب في وجهات النظر بين البلدين حول قضايا الإقليم.
وعن الزيارة المرتقبة للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى إيران والتي تم الإعلان عنها في وقت سابق، قال قاسمي إنه: “لم يتم تحديد موعد دقيق لها”.
في سياق آخر، تطرق قاسمي في مؤتمره الصحافي إلى العلاقات مع المملكة العربية السعودية والملفات المرتبطة بها وانتقادها للدور الإيراني في الإقليم، فذكر أن سبب هذه السياسات يعود لقلق الرياض من الدور الإيراني، مشيراً إلى جهوزية بلاده للتعاون مع البلدان الجارة ودول المنطقة بحال أرادت تلك الأطراف ذلك.
وقد أفادت بعض المواقع أن المعارِضة الإيرانية في منظمة مجاهدي خلق، مريم رجوي، والتي تعد رئيسة إيران في المنفى قد تلقت دعوة من السعودية لأداء مناسك الحج، في وقت أدى فيه قطع العلاقات بين الرياض وطهران لعدم مشاركة الإيرانيين في حج هذا العام.
وفي تعليقه على الخبر، ذكر قاسمي أن “السعودية تتخذ خطوات غير عقلانية وغير مدروسة ولن تؤدي لنتائج تذكر”.
وأشار كذلك إلى مؤتمر المعارضة الإيرانية الذي استضافته باريس قبل مدة بحضور مسؤولين من السعودية، قائلاً إن “إيران لا تتعجب من خطوات من هذا النوع لكنها تأمل أن تراجع الرياض سياساتها”، حسب قوله.
العربي الجديد