دعا وزير الدفاع الايراني الجنرال حسين دهقان السبت الولايات المتحدة الى مغادرة الشرق الاوسط للسماح بعودة الهدوء اليه، وذلك في رد على وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي ندد الجمعة بالتحركات الايرانية “المزعزعة للاستقرار” في المنطقة.
ونقل موقع التلفزيون الايراني الرسمي عن دهقان قوله “اذا فكر الاميركيون حقا باستقرار المنطقة، فمن الافضل لهم ان يغادروها وان يوقفوا دعم الارهابيين”.
ويتهم المسؤولون الايرانيون بانتظام الولايات المتحدة بدعم فصائل المعارضة المسلحة في سوريا، فيما يتلقى النظام السوري دعما من طهران ويصنف المجموعات المسلحة المناوئة له بأنها “ارهابية”.
وندد كيري الخميس بتحركات ايران “المزعزعة للاستقرار في المنطقة”، في ختام اجتماع مع نظرائه في مجلس التعاون الخليجي (السعودية والبحرين والامارات العربية المتحدة والكويت وقطر وعمان).
ودعا “ايران الى ان تثبت للعالم انها تريد ان تكون عنصرا فعالا في المجتمع الدولي والمساهمة في السلام والاستقرار و”المساعدة على وقف الحرب في اليمن وليس اطالتها، والمساعدة على انهاء الحرب في سوريا وليس تصعيدها”.
وكان يشير خصوصا الى اتهامات السعودية الى المتمردين الحوثيين في اليمن بتلقي دعم من طهران.
ورغم دخول الاتفاق النووي بين ايران والقوى الكبرى حيز التنفيذ في يناير/كانون الثاني ورفع جزء من العقوبات الدولية، تبقى سياسة ايران الاقليمية وبرنامجها البالستي محور خلاف بينها وبين واشنطن.
واتهم دهقان واشنطن بـ”بيع اسلحة الى بلدان المنطقة لجعلها تابعة” للولايات المتحدة.
وقال انه لو كان كيري “يفكر في كل ذلك، لما كان تلفظ بمثل هذه التفاهات”، معتبرا ان الولايات المتحدة “محبطة” ازاء قدرات ايران في المنطقة.
وندد عدد كبير من المسؤولين العسكريين الايرانيين بتصريحات كيري الذي شدد على ان “الولايات المتحدة وبلدان مجلس التعاون الخليجي تبقى متحدة ضد برنامج ايران للأسلحة البالستية”.
من جهته قال الجنرال حسن سلامي نائب قائد الحرس الثوري، قوات النخبة في ايران، ان “لا صلاحية للولايات المتحدة لكي تتحدث عن برنامجنا البالستي الذي ليس موضوعا للتفاوض”.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على ايران بعد اطلاقها مؤخرا صواريخ بالستية.
وتواجه ايران اتهامات خليجية وعربية وغربية بالسعي لزعزعة استقرار المنطقة ونشر الفتنة الطائفية، إلا أنها تنفي ذلك رغم كل الوقائع التي تدينها سواء في اليمن أو سوريا أو لبنان.
ويرى مراقبون ان واشنطن تتحمل جانبا من المسؤولية في التهديدات التي باتت تشكلها ايران بعد أن قادت الولايات المتحدة جهودا للتوصل الى اتفاق نووي تاريخي في يوليو/تموز 2015 أتاح على ما يبدو للإيرانيين التمادي في خرق القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار.
ولا تمانع دول الخليج العربي بناء علاقات جيدة مع الجارة الاقليمية ايران إلا أنها تشترط أن تغير طهران سياستها وأن تتوقف عن تأجيج العنف الطائفي والتدخل في شؤون المنطقة وايقاف دعمها للإرهاب.
وفي المقابل لا تبدي الجمهورية الاسلامية أي تجاوب مع تلك الدعوات حيث يطلق مسؤولوها من حين الى آخر تصريحات عدائية تعكس رغبة جامحة في التوسع والتمدد من خلال محاولات متكررة لتأجيج العنف الطائفي عبر أذرعها في المنطقة.
ميدل ايست أونلاين