النظام السوري يجبر وجهاء مدينة زملكا لإدلاء بشهادات مضللة حول كيماوي الغوطة، في محاولة يائسة لإدانة الثوار، وذلك بعد إعلانه السيطرة الكاملة على المنطقة الجنوبية.
اعتقل النظام السوري مطلع تموز الجاري ثلاثة من وجهاء مدينة زملكا واقتادهم إلى فرع الأمن الداخلي، المعروف باسم “فرع الخطيب”، وفقا لشبكة صوت العاصمة.
ووفقا لما أفادت به صوت العاصمة: “إن الأجهزة الأمنية أجبرت الوجهاء على إجراء لقاء تلفزيوني مع صحفيين روس داخل الفرع، مع تلقينهم الكلام الواجب عليهم قوله أمام الكاميرا”.
حيث أجبرت استخبارات النظام الوجهاء القول بأن مجزرة الكيماوي 2013، حصلت بفعل الفصائل الثورية في الغوطة الشرقية، وذلك إثر تحضيرها لشن هجمات كيماوية على العاصمة دمشق وفقا للرواية الرسمية، حيث جرى خلالها خطأ وانفجرت الصواريخ بين مدينتي زملكا وعين ترما، واتهم النظام بأن تلك الصواريخ وصلت إلى الفصائل عبر تركيا ودول أوربية من طريق العتيبة وصولاً إلى البادية، وذلك إبان استخدام الثوار الطريق ونقلهم العتاد من المنطقة الشمالية.
وتجدر الإشارة بأن الاعتقالات شملت عاملين في المجال الإعلامي ممن فضلوا البقاء في الغوطة الشرقية وأجروا تسوية، أجبروا من قبل النظام السوري على إجراء لقاءات واعترفوا من خلالها بتنسيقهم من الفصائل لفبركة الهجوم الكيميائي.
ويأتي التصعيد الإعلامي بالتوازي مع السلوك الذي تنتهجه روسيا والمتمثل بالتصعيد العسكري في الجبهات الشمالية، حيث تستثمر بعض الإعلاميين والأطباء من خلال استخدام سياسة الإرهاب وجرهم للإفادة بشهادات مزورة، إضافة إلى تغيير التربة في مكان الاستهداف ونبش قبور المصابين ونقلهم إلى جهات مجهولة وجلب عينات من التربة الجديدة تثبت بأن المادة التي استهدفت بها الغوطة هي غاز الكلور بدل من غاز السارين.
بالتوازي مع التصعيد الروسي طالب الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيرش” مجلس الأمن بضرورة العمل من أجل تحديد هوية من استخدم الأسلحة الكيميائية في سوريا.
مجزرة الغوطة الكيميائية:
استيقظ سكان الغوطة الشرقية ومدنية المعضمية في الغوطة الغربية في 21 آب من سنة 2013 على مجزرة غير مسبوقة في تاريخ العالم المعاصر، استعمل فيها صواريخ محملة بغاز السارين السام واستشهد على إثرها 1450 شخصا جلهم من الأطفال والنساء، وقرابة 3500 مصابا تم نقلهم إلى المشافي والنقاط الطبية لتلقي العلاج المناسب، وتم دفن 1200 شهيد بذات اليوم حيث تزامنت المجزرة بعد ثلاثة أيام من وصول بعثة لمفتشي الأمم المتحدة للوقوف على ما يحصل في سوريا.
مصطفى النعيمي – المركز الصحفي السوري