رغم مساعي النظام السوري للتنغيص على المواطنين في مدينة إدلب بعد سيطرة المعارضة عليها، بنقل مراكز تقديم امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية إلى مناطق سيطرته، عمدت الحكومة السورية المؤقتة التابعة لـالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إلى دعوة الطلاب للتقدم للامتحانات في “المناطق المحررة”.
ودعت مكاتب التعليم التابعة للحكومة السورية المؤقتة آلاف الطلاب إلى التقدم للامتحانات التي ستجريها في المناطق التي تسيطر عليها، وتشمل الشهادتين الإعدادية والثانوية، حيث بدأ المئات التقدم إلى تلك الامتحانات، آملين متابعة مشوارهم التعليمي بعد ذلك.
وأعلن إياد العيدو عضو المجمع التربوي التابع للحكومة المؤقتة في ريف إدلب الجنوبي أن موعد الامتحان سيكون في 25 من الشهر الجاري، وتم تسجيل ألف طالب في الشهادة الثانوية، و1100 طالب في الشهادة الإعدادية.
وعبّر في حديث للجزيرة نت عن رضاه عن هذه الأعداد، مشيرا إلى وجود عشرة مراكز للامتحانات في المنطقة.
وتابع أنهم تلقوا وعودا من الائتلاف بأنه سيقيم مدارس ثانوية لطلاب الشهادة الإعدادية الذين سينجحون في الامتحانات، وسيتم توزيع طلاب الشهادة الثانوية على معاهد وجامعات تابعة له.
ممارسات النظام
وجاءت تحركات الائتلاف بعد أن قررت وزارة التربية التابعة للنظام السوري نقل امتحانات الطلاب إلى المحافظات الأخرى التي تسيطر عليها، مما وضع الطلاب أمام خيارين أحلاهما مر: فإما أن يختاروا التضحية بشهاداتهم وعدم الذهاب إلى الامتحانات، أو أن يختاروا المخاطرة بحياتهم والذهاب للامتحان، مما يجعلهم في قبضة النظام، وتعرضهم للاعتقال أو الخطف أو القتل.
والتقت الجزيرة نت عددا من الطلاب الذين عبروا عن حيرتهم البالغة، وعدم قدرتهم على اتخاذ القرار، حيث يقول عبد الله الأسامة -طالب في المرحلة الثانوية- إنه رفض الذهاب إلى مدينة حماة التي يسيطر عليها النظام للتقدم لامتحانه الذي سيجري قريبا.
وأضاف أنه يعلم أن النظام سينتقم من الطلاب الذين سيقدمون إليه بسبب عدم قدرته على مواجهة الثوار، وتوقع أن يقوم النظام باعتقال مئات الطلاب للضغط على الثوار من أجل مبادلتهم بأسرى جنوده، أو من أجل عدم إكمال فرحة الأهالي بتحرير المحافظة بخطف أبنائهم وقتلهم، حسب قوله.
اعتقال وتصفية
وأكد الأسامة أن المئات من طلاب الجامعات وطلاب الشهادات الثانوية تم اعتقالهم وتصفية بعضهم دون تهمة، “فقط لأنهم من مناطق خارجة عن سيطرة النظام، لذلك لا يوجد رادع له من اعتقالنا في حال ذهابنا إلى هناك”.
في المقابل، أعلن بعض الطلاب عزمهم الذهاب إلى مناطق النظام من أجل التقدم لامتحاناتهم رغم كل المخاطر، خوفا من “ضياع مستقبلهم” في بقائهم دون دراسة وعدم حصولهم على الشهادة، وهو ما دفع بعض الأهالي إلى مرافقة أبنائهم إلى مناطق سيطرة النظام خوفا من اعتقالهم.
ويقول أحمد الإسماعيل -طالب في الصف التاسع- إنه سيصطحب والدته معه إلى مناطق النظام لعلها تساعده في العبور سريعا من قبل حواجز النظام الموجودة في طريقهم.
وأضاف أن مستقبل آلاف الطلاب يضيع أمام أعينهم، “فدراستنا كل هذه السنوات ستضيع هدراً إن لم نتقدم لامتحانات هذا العام، وهذا الأمر يستحق المغامرة، لأنه بالنسبة لي الدراسة هي أهم شيء في حياتي”.
وأشار إلى أنه سمع من بعض أصدقائه أن “الحواجز النظامية لا تعترض الطلاب الذين يصطحبون أهاليهم معهم، لذلك قررت اصطحاب أمي لعلها تساعدني في العبور سريعا”.
المصدر : الجزيرة