ما إن يذكر اسم ستيفان ديمستورا، حتى تتبادر إلى الأذهان القضية السورية، ومساعيه المثيرة للجدل في التوسط بأزمتها، إذ وجه معارضو الأسد له اتهامات بالتواطؤ مع النظام، فضلاً عن ارتباط اسمه بالعمل في العديد من بؤر التوتر في العالم.
عمل ديمستورا الذي يجيد ست لغات هي السويدية والإيطالية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والعربية (العامية)، والأب لابنتين، منذ السبعينات في برنامج الأمم المتحدة للغذاء في قبرص.
تقلد بعدها عدة مناصب في المنظمة الدولية ومؤسساتها وفي عدد من دول العالم، من بينها سراييفو وإثيوبيا وفيتنام، كما شغل كذلك مناصب حكومية في إيطاليا والسويد التي يحمل جنسيتيهما معاً.
وتشكل الأزمة السورية التي أطاحت بكوفي عنان والأخضر الإبراهيمي بعد إعلان كل منهما استقالته وفشل مهمته، تحدياً كبيراً لديمستورا في ظل ركود سياسي سببه تعنت النظام السوري واستمراره بالمعارك، على أمل تحقيق انتصار عسكري على شعبه.
– طفل غير حياته
ذكر ديمستورا في احدى مقابلاته الصحفية أنه “صمم على أن يفني حياته من أجل السلام في العالم عندما شاهد قناص من الجيش التركي، وهو يقتل طفلاً كان يلهو على خط وقف إطلاق النار في قبرص أثناء الغزو التركي للجزيرة عام 1974، الأمر الذي غير مجرى حياته وما زال في ذاكرته حتى اليوم”.
عمل ديمستورا منذ السبعينات كمدرب في برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة بقبرص في عام 1974، تقلد بعد ذلك عدة مناصب في المنظمة الدولية ومؤسساتها وفي عدد من دول العالم، من بينها سراييفو وإثيوبيا وفيتنام.
وفي العام 2001 عين الدبلوماسي الإيطالي-السويدي ممثلاً خاصاً للأمين العام في الأمم المتحدة في جنوبي لبنان، وكان أكبر إنجاز له في مهمته، تمكنه من الإعداد والتنظيم لإزالة الألغام.
ثم انتقل في عام 2004 إلى العراق كمبعوث للأمم المتحدة؛ وخلال فترة وجوده هناك تقول الأمم المتحدة، إنه كان حريصاً على إبراز نظرة متفائلة للعراق وفرصته في الانتعاش، وسلط الضوء على العمل الشاق الذي تقوم به الأمم المتحدة لتوفير مستوى أفضل من المعيشة للعراقيين.
الأمر الذي شجع الأمم المتحدة للعودة به إلى العراق كمبعوث خاص للأمين العام للأمم المتحدة بين 2007 و2009، قبل أن يعين مجدداً كمبعوث خاص لها في أفغانستان بين 2010 و2011.
وعلى صعيد العمل الوطني، تم ترشيحه في عام 2011، لمنصب وكيل وزارة الشؤون الخارجية في حكومة تكنوقراط الإيطالية برئاسة ماريو مونتي.
وفي عام 2013، عينت الحكومة الإيطالية نائب وزير الخارجية ستيفان دي ميستورا، بوصفه المبعوث الخاص لرئيس وزراء إيطاليا لحل قضية اثنين من مشاة البحرية الإيطالية المحتجزين في الهند منذ فبراير/ شباط 2012، بعد أن قتلا اثنين من الصيادين الهنود، وبسببها توترت العلاقات الدبلوماسية بين إيطاليا والهند على خلفية هذه القضية، وقد تم تكليف ديمستورا لإيجاد “حل عادل وإيجابي ومقبول” مع السلطات القضائية الهندية، لضمان محاكمة عادلة وعودة سريعة للجنديين إلى إيطاليا.
-مثير للجدل
ويبدو أن سجل عمله في أكثر الأماكن خطورة مثل أفغانستان والعراق ولبنان وراوندا والصومال والسودان وقبل ذلك يوغسلافيا السابقة، كان من بين عوامل اختياره لمنصبه الجديد كمبعوث دولي إلى سوريا.
لكن ورغم جهوده لإحلال السلام في هذا البلد الذي ينزف منذ 5 سنوات، في مساع يرى مراقبون أنها قد تؤهله لنوبل للسلام إن نجح في إحلال السلام، فإن المعارضة السورية تتهمه بالانحياز لنظام الأسد.
فقد لقي المبعوث الأممي ترحيباً كبيراً من نظام الأسد خلال زيارته إلى سوريا، على عكس المبعوثين الأمميين اللذين سبقاه الأخضر الإبراهيمي، وكوفي عنان، إذ كانا يتعرضان للشتم بوسائل إعلام النظام، والاستقبال البارد من قبل زعمائه.
وسبق للمعارض السوري ميشيل كيلو، أن اتهم ديمستورا بأنه منحاز لبشار الأسد، ويسعى لإبقائه على رأس السلطة في سوريا من خلال الترويج لـ “حل سياسي” على مبدأ “لا غالب ولا مغلوب”، وعليه يسعى لتجميد القتال بين الثوار وقوات الأسد.
كما سبق أن أثار جدلاً واسعاً بتصريح له قبيل عقد مفاوضات “جنيف 3” -الجارية حالياً- والتي قال فيها: “لا يعرف من يقوم بقصف المدن السورية بالطائرات والصواريخ”، الأمر الذي أثار غضباً واسعاً في الأوساط السورية.
الخليج أونلاين