تحتدم المعارك بين المعارضة وقوات النظام المدعومة بمليشيات أجنبية والطيران الروسي حول طريق الكاستيلو شمال حلب، خصوصا بعد استعادة الأخيرة نقاطا خسرتها بالمنطقة إثر توقف معركة “كسر الحصار” التي أعلنتها المعارضة وجبهة النصرة، حيث يحظى الطريق بأهمية كبيرة لكل الأطراف.
لم تمض ساعات على إعلان المعارضة المسلحة وجبهة النصرة عن إعادة فتح طريق الكاستيلو شمال حلب، حتى شنت قوات النظام والمليشيات الأجنبية الداعمة لها هجوما معاكسا بغطاء جوي روسي مكثف، تمكنت إثره من السيطرة على الجرف الصخري في مزارع الملاح المطل على الطريق.
وعلى الفور بادرت قوات النظام إلى قطع الطريق ناريا، عبر استهداف المدنيين الذين كانوا يحاولون المرور منها باتجاه ريف حلب هربا من حصار محتمل، مما أدى إلى قتل عدد من المدنيين وجرح آخرين.
ويُرجع المحلل العسكري العقيد عبد الستار العساف أسباب تقدم قوات النظام واستعادتها للنقاط المطلة على الطريق إلى استقدام النظام نحو ألف مقاتل ينتمون إلى أربع مليشيات أجنبية جديدة، بالإضافة إلى الغارات الروسية التي تعد أعنف غارات هناك بالنظر إلى كمها ونوع الأسلحة المستخدمة فيها، وصغر المساحة المستهدفة التي لا تتجاوز بضع كيلومترات، وهو ما تسبب في دمارها كليا.
ووفق العساف، تحاول قوات النظام والمليشيات تعويض الخسائر التي منيت بها أمام “جيش الفتح” في معارك ريف حلب الجنوبي، بتحقيق انتصارات نوعية تمكنها من قلب المعادلة.ويفسر العساف “استماتة” الطرفين في السيطرة على طريق الكاستيلو إلى أهميته الإستراتيجية الكبيرة، حيث يعد حجر الزاوية في معركة حلب، علاوة على كونه آخر ممر يربط بين المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في مدينة حلب وريفها.
سلاح التجويع
وبقطعها طريق الكاستيلو تحقق قوات النظام عدة أهداف، أهمها محاصرة مئات الآلاف من المدنيين داخل المدينة، وتحويلهم إلى عبءٍ على المعارضة المسلحة وعامل ضغط عليها، وهو ما يعرف بسلاح التجويع، الذي استخدمته قوات النظام في مناطق كثيرة مثل ريف دمشق.
وبسيطرتها على الطريق، ستحرم قوات النظام المعارضة المسلحة في مدينة حلب من الإمداد، ومن القدرة على التحرك والمناورة بين المدينة وريفها، وهي خطوة قد تساعد النظام على اقتحام الأحياء الشمالية والشرقية من حلب.
ويقول العساف إن المعارضة تعلم تماما خطورة قطع هذا الطريق وما سيؤدي إليه من كارثة إنسانية، وهي تبذل كل جهدها لتحاشي هذه النتائج، مما يجعل من معركة الكاستيلو جزءا مفصليا من معركة حلب، خاصة بالنظر إلى التنسيق العالي بين قوات النظام والوحدات الكردية في حي الشيخ مقصود على الجانب الآخر من طريق الكاستيلو “حيث يسعى الطرفان لمحاصرة المعارضة المسلحة وتشتيت قدراتها”.
أما المقاتل في صفوف المعارضة أبو عمر فيؤكد أنه بالرغم من كل ما تستخدمه قوات النظام وداعموها من أسلحة محرمة دوليا، وتغاضي المجتمع الدولي عن ذلك، فإن أصحاب الأرض لن يتخلوا عنها، وسيستمرون في بذل ما يستطيعون لطرد كل الغزاة منها، حسب تعبيره.
الجزيرة نت