“لن أستسلم وأجلس في بيتي مكتوفة الأيدي، مهما كانت الظروف والتحديات، سأكون معلمة أعلم الأجيال معنى العزيمة والإصرار” كلمات قالتها مرح (22 عاماً) من طالبات جامعة إدلب.
شهدت جامعة ادلب الحرة التي فتحت أبوابها عام 2015 إقبالا للإناث فيها بنسبة 60% من طلاب جامعة ادلب، واللواتي قررن أن يسكن في المدينة لم تتجاوز نسبتهن 20% ولكل طالبة منهن حكاية ومعاناة بمعنى يختلف عن الأخرى حسب الزمن والمكان والظرف.
تابعت مرح طالبة كلية التربية قائلةً “لأنني من ريف جسر الشغور، اضطررت للسكن بإدلب رغم ضعف الإمكانيات، وبما أنني سنة رابعة أحتاج إلى التزام بالدوام فأجبرت على العمل في معمل للخياطة، وأضع كتابي أمامي وأدرس، أرتب وقتي لأنتهي من دراسة مادتي وأنهي ما يتراكم علي من أعمال الخياطة في وقت واحد”.
رغم الحالة المادية المتردية لأغلب طلاب الجامعة إلا أن وضع الامتحان في حالة الحرب حكاية ثانية.
“مروة” سنة ثانية رياضيات تخبرنا ” في امتحان الفصل الثاني للسنة الماضية تعرضت إدلب لحملة شرسة من قصف بطائرات النظام ، ولصوت صافرة الإنذار نغمة خاصة وأنا في طريقي للامتحان وسؤال يتردد بذهني هل سأصل لقاعتي وأقدم امتحاني أم أنني بهذا الصاروخ سأنتهي؟”.
وتتابع:” لم تقتصر حالتي على الرعب والخوف وإنما أصابتني أصوات الانفجارات القوية بالتهاب الأذن الوسطى وحتى الآن أعاني منها مجرد سماعي لصوت مرتفع”.
فمن قصص معاناة المال والخوف في هذه الأوضاع، إلى البيت الجامعي قصص ومشاكل، كون الفتيات من بيئات مختلفة وفي بعض الأحيان بأعمار غير متقاربة، ولكل منهن مزاجها الخاص وأسلوبها بالحياة مايسبب بعض الخلافات والمشاكل.
ينعكس تعليم المرأة على رعايتها لأبنائها بشكل إيجابي بكافة مراحل العمر، حيث تغرس الأفكار والقيم النبيلة فهي محور الأسرة الحريصة على تماسكها، وتصبح أكثر وعياً وإدراكا للمهام الملقاة على عاتقها مستقبلاَ، تسعى دائما لتحسين ظروفها، وتصبح أكثر قدرة على اتخاذ القرار، وخاصة أن تعليم المرأة وإكمالها لدراستها يؤمن لها عملا من خلاله تحصل على مورد مالي يساعدها في حياتها اليومية، وأيضاً يمتد تأثيرها لبناء أجيال المستقبل.
رؤى الزين _المركز الصحفي السوري