لم تقتصر طوابير الناس في سوريا على الخبز والمازوت والمواد الغذائية، بل تعدت ذلك لنوع جديد مثير للضحك الممزوج بالاستغراب والمفاجأة، وهو طابور هاني شاكر.
طابور هاني شاكر يعني حرفيا بكاء وصراخ وتزاحم ووقوع حالات إغماء فعلية ووجوه مكفهرة حزينة بعد فشلها في شراء بطاقة حفلة للمغني المصري هاني شاكر او كما يسميه كثيرون “مغني العلاقات الفاشلة” وأنا أزيد عليها ” والأنظمة الفاشلة”.
تابعت اليوم مقطعا مصورا لهذا الطابور الذي نشرته جريدة الوطن القريبة من النظام السوري وهي تسأل أحدهم، منذ متى انت هنا؟ فيقول : منذ ليلة أمس! وسألت امرأة نفس السؤال، فأجابت من الساعة 7 صباحا!
وعرض المقطع أشخاصا بلغوا الخمسين يقفزون غاضبين ويصرخون لأجل فشلهم من شراء التذكرة، بل أغمي على عدد منهم بسبب الازدحام الرهيب عند نافذة شراء التذاكر والتي خصص لها الجهات المسؤولة نافذتين أو نافذة/ لم يتضح جيدا في الفيديو المنشور.
الشيء الذي يأتي في خاطر أحدنا أنه مع تعمد النظام السوري في تضييق الخناق على الأهالي وحرمانهم من أي بارقة امل في تحسين الوضع، تزامنا مع سكوته الفاضح للقصف الإسرائيلي على سوريا، وتعليقات المسؤولين المضحكة على القصف والتي يبدو أنها بسخرية متعمدة كقول المقداد “إسرائيل تلعب بالنار” يخطر في بالنا، ما الذي يمكن للأهالي التدافع لأجله عدا طعامهم وشرابهم؟ الغناء وقضاء ساعات لمغن ولو أنه يستثير أحزانهم ومواجعهم ويدر الدمع من مآقيهم!
أصاب الناس حالة من عدم التركيز بين الأولويات بسبب سياسة النظام المدروسة حتى أفقدهم التركيز على أولويات الوقوف على الطوابير إلى بدا لنا طابور هاني شاكر الجديد.
وجل ما أخشاه أن يضع الوزير عمرو سالم تذكرة حفلة هاني شاكر على البطاقة الذكية.
مقال/صحافة ساخرة
محمد إسماعيل