في وقت أكد مسؤولون أميركيون قُرب إطلاق حملة ضد تنظيم «داعش» في معقله بمدينة الرقة شمال سورية، قال ناشطون أمس أن «طائرات الاستطلاع لا تغادر سماء الرقة»، لكن الحركة في شوارعها تبقى «اعتيادية».
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ناشطيه في مدينة الرقة وريفها رصدوا «حركة مكثّفة لطائرات الاستطلاع في شكل مستمر وعلى مدار الساعة، حيث تحوم طائرات عدة في شكل متزامن في سماء المدينة وريفها». وأضاف: «لم يعرف حتى الآن ما إذا كان التحليق المكثّف لهذه الطائرات جاء بسبب دخول أهداف مهمة إلى مدينة الرقة، أم إن التحليق ستتبعه عمليات قصف مكثّف لأهداف تتم مراقبتها، وسط تخوف من المدنيين في مدينة الرقة وقرى وبلدات بريفها من إقدام الطائرات التابعة للتحالف الدولي أو الطائرات الروسية والسورية على تنفيذ ضربات مكثفة على المدينة».
لكن المرصد أردف أن ناشطيه رصدوا في المقابل «حركة اعتيادية للتنظيم (داعش) وعناصره داخل المدينة، مع وجود حالات تنقل بين جبهات التنظيم وإرسال إمدادات إلى خطوط القتال مع قوات سورية الديموقراطية في ريفي الحسكة والرقة، أو الفصائل المقاتلة والإسلامية في ريف حلب الشمالي، أو إلى الجبهات مع قوات النظام في ريف حلب الشرقي والبادية السورية».
وتابع المرصد أن لا صحة لما نُشر عن إعلان التنظيم لـ «حالة طوارئ» أو حدوث «استنفارات كبيرة» داخل صفوفه في الرقة، موضحاً «أن الأمر لم يتعدّ عمليات تمويه وإفراغ وتبديل مقار وتنقل من وإلى جبهات القتال». ولفت إلى أنه كان نشر في أواخر نيسان (أبريل) الفائت، أن التنظيم «عمد إلى إرسال حوالى 400 مقاتل من عناصره، من جبهات ريف الحسكة الجنوبي وريف الرقة الشمالي، إلى بلدة دابق ذات الأهمية الدينية لدى التنظيم، وإلى محاور أخرى في ريف حلب الشمالي، ومن بين العناصر الـ400 الذين أرسلوا إلى حلب، «كتيبة أبو الأنصاري المهاجر»، والتي تُعد من أقوى كتائب التنظيم في سورية».
كذلك لفت المرصد إلى أن «داعش» أزال في نيسان الماضي حواجزه الثابتة على طريق حلب – الرقة، واستبدلها بحواجز موقتة للتفتيش «بعد قرار من قيادة التنظيم في الرقة بوجوب إخلاء جميع المقار في المدينة وريفها والتوجه إلى الجبهات، وتوظيف مدنيين من أبناء المدينة في حراسة مقاره داخل المدينة مقابل راتب يصل إلى نحو 30 ألف ليرة سورية وبتزكية من عنصرين اثنين من التنظيم».
وكان بريت مكغورك (رويترز) المبعوث الخاص للرئيس باراك أوباما لدى التحالف الذي يحارب تنظيم «داعش»، قال في مؤتمر صحافي في العاصمة الأردنية عمّان، الأحد، أن معلومات مخابرات ثمينة تم جمعها من كنز رئيسي من البيانات والمعلومات التي حصلت عليها القوات الخاصة الأميركية في غارة شرق سورية العام الماضي سمحت للتحالف بتحسين استهداف المتشددين.
وقال مكغورك: «سنبدأ خلال الأسابيع والأشهر المقبلة حملة ضغط على الرقة بكل جوانبها». وزاد أن قرار الرئيس باراك أوباما الشهر الماضي زيادة عدد أفراد القوات الخاصة الأميركية في شمال سورية، والتي كانت أكبر زيادة في عدد القوات البرية الأميركية منذ بدء الحرب الأهلية السورية، سيساعد في تعزيز المكاسب التي حققتها القوات المحلية المدعومة من الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة. وأشار إلى أن «داعش» فقد بلدة الشدادي الاستراتيجية في شمال شرقي سورية في شباط (فبراير) أمام «قوات سورية الديموقراطية» المؤلفة من قوات كردية وعربية.
ويسيطر تنظيم «داعش» على مدينة الموصل في العراق والرقة في سورية كما ثبت أنه يشكل تهديداً قوياً في الخارج بعد إعلان مسؤوليته عن هجمات كبيرة وقعت في باريس في تشرين الثاني (نوفمبر) وبروكسيل في آذار (مارس) الماضيين.
الحياة