تتعرض «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة لضغوط غربية لتغيير تركيبة وفدها المفاوض للدخول في مفاوضات مع وفد الحكومة السورية في جنيف، في وقت رفض الرئيس بشار الأسد في خطاب ألقاه أمام مجلس الشعب (البرلمان) الجديد أي «مرحلة انتقالية» أو حل خارج ورقة المبادئ التي طرحها وفده إلى المفاوضات وتضمنت اقتراح حكومة موسعة، متمسكاً باستمرار «محاربة الإرهاب من جذوره». واستمر أمس، تقدّم القوات النظامية، من جهة، والتحالف الكردي – العربي، من جهة ثانية، ضد «داعش» في الشمال السوري.
ويلتقي المنسّق العام لـ «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة رياض حجاب اليوم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو وسط أنباء عن ضغوط غربية تتعرض لها «الهيئة» لإجراء تغييرات في تركيبتها وإدخال «معتدلين» بينهم الرئيس السابق لـ «الائتلاف الوطني السوري» المعارض هادي البحرة وزميله رياض الحسين إلى الوفد والتحاور مع مجموعتي القاهرة وموسكو، تمهيداً لإجراء مفاوضات مع الوفد الحكومي، علماً أن الوسيط الدولي ستيفان دي ميستورا كان دعا الأطراف السورية إلى مفاوضات «فنيّة» اعتباراً من الأسبوع المقبل، لكن الوفد الحكومي سيقاطعها تجنباً للبحث في الانتقال السياسي.
وقال الأسد أمس: «طرحنا منذ بداية جنيف 3 ورقة كمبادئ تشكّل أساساً للمحادثات مع الأطراف الأخرى»، مؤكداً أن «أي طرح خارجها لن نوافق عليه بكل بساطة». وتتضمن المبادئ، وفق الأسد، «سيادة سورية ووحدتها ورفض التدخل الخارجي ونبذ الإرهاب ودعم المصالحة، والحفاظ على المؤسسات، ورفع الحصار وإعادة الإعمار، وضبط الحدود والتنوع الثقافي وحرية المواطنين واستقلال القضاء وغيرها من المبادئ». وأضاف: «بناء على الاتفاق حول المبادئ التي طرحتها سورية يمكن الانتقال إلى مناقشة مواضيع أخرى كحكومة وحدة وطنية التي بدورها ستقوم بالعمل على إعداد دستور جديد عبر لجنة دستورية مختصة وإقراره عبر الاستفتاء ثم يتم إجراء انتخابات برلمانية».
وشدد على أن «أي عملية سياسية لا تبدأ وتستمر وتتوازى وتنتهي بالقضاء على الإرهاب لا معنى لها ولا نتائج مرجوة منها»، قائلاً: «حربنا ضد الإرهاب مستمرة ليس لأننا نهوى الحروب… سفك الدماء لن ينتهي حتى نقتلع الإرهاب من جذوره أينما وجد ومهما أُلبس من أقنعة». وشن حملة شعواء على تركيا والدول الداعمة للمعارضة.
في غضون ذلك، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن القوات الحكومية مدعومة بغطاء جوي روسي وصلت إلى نحو 25 كيلومتراً من بلدة الطبقة التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» في محافظة الرقة، في وقت استمر توغل تحالف «قوات سورية الديموقراطية» الذي يضم عرباً وأكراداً نحو مدينة منبج التي يسيطر عليها «داعش» في ريف حلب الشمالي الشرقي.
ومع تمكن «قوات سورية الديموقراطية» من تطويق منبج من ثلاث جهات، بدأ «داعش»، كما يبدو، في السماح بخروج المدنيين من المدينة. وقال «المرصد»: «بدأ (داعش) السماح للمدنيين بالفرار منها باتجاه مناطق سيطرته غرباً، فيما كان يحظر عليهم سابقاً الخروج من المدينة». وأضاف: «فر آلاف المدنيين من المدينة في وقت كان عناصر التنظيم يحافظون على مواقعهم فيها».
في موسكو، نقلت وكالات أنباء روسية عن نيكولاي بورديوجا الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي إن نحو عشرة آلاف من مواطني ست دول سوفياتية سابقة تضمها هذه المعاهدة الآن في سورية. وتضم منظمة معاهدة الأمن الجماعي كلاً من روسيا وأرمينيا وروسيا البيضاء وقازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان.
الحياة