ضبطت قوات الجمارك السعودية في ميناء الحديثة الواقع بالقرب من الحدود السعودية مع الأردن الشهر الفائت، شحنةً تضمّ أكثر من مليوني حبة كبتاغون مخبّأة في أغطية علب “دبس البندورة”, وفي الشهر السابق صادروا 4.5 مليون حبة من مادة الكبتاغون وهي مادة “أمفيتامين” مخبأة في صناديق البرتقال في ميناء جدّة السعودي, وفق ما نشر موقع “ميدل إيست” أوّل أمس الأربعاء 4 آب/أغسطس، وترجمه المركز الصحفي السوري بتصرف.
السعوديون ليسوا وحدهم في المنطقة الذين يكتشفون كميات كبيرة من الكبتاغون, فلبنان أيضاً ضبط حمولات وقواته الأمنية تكثف عملياتها لمكافحة المخدرات على طول الحدود الساحلية والبرية للبلاد مع سوريا “البلد المصدر” لهذه المادة وفقاً لمسؤولين أمنيين ومحللي مكافحة المخدرات.
وشهدت دول جنوب أوروبا أيضاً زيادة في “الكبتاغون”, ففي حزيران/يونيو 2020 أعلن مسؤولو الجمارك الإيطاليون أنهم ضبطوا 84 مليون قرص من الكابتاغون على متن سفينة راسية في ميناء ساليرنو جنوب إيطاليا, وأشاروا إلى أن المصدر لتلك الشحنة هو سوريا.
وفي عام 2018 اعترضت السلطات اليونانية سفينة شحن تحمل ما قيمته 100 مليون دولار من الحشيش والكبتاغون يعود مصدره بحسب التحقيقات إلى شبكة إجرامية يُزعم أن لها صلات بعائلة الأسد.
لقد أصبحت سوريا واحدة من أهم دول العالم في مجال المخدرات وفق مركز التحليل والبحوث العملياتية “COAR” الذي أكّد في تقرير نشره في وقت سابق من العام الحالي أنّه مع استعادة حكومة النظام السيطرة على جزء كبير من البلاد منذ عام 2018، أصبح تهريب المخدرات في سوريا أكثر اتساعاً وانتشاراً.
وأوضح التقرير بالتفصيل كيف عززت سيطرة قوات النظام على الأراضي قد مكّن نظام الأسد وحلفاءه الإقليميين الرئيسيين من ترسيخ دورهم كمستفيدين رئيسيين من تجارة المخدرات السورية, وحذّر من تداعياتها وما قد تسببه من تأثير مزعزع للاستقرار على الدول المجاورة والإقليمية التي ستضطر إلى تحمّل أعباء اجتماعية وأعباء إنفاذ القانون نتيجة لذلك.
يذكر أنّ قرابة 40 بالمائة من الكبتاغون الذي استولت عليه السلطات في الشرق الأوسط وجنوب غرب آسيا نشأ إما في سوريا أو في لبنان الذي تسيطر عليه ميليشيا حزب الله المدعومة من إيران, وفق مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدّرات والجريمة.
والكبتاغون هو اسم تجاري لمنشط “فينيثيلين هيدروكلوريد” المنشط للإدمان, وغالباً ما لجأت الحكومات والجيوش في المنطقة وآسيا الوسطى إلى ذلك لإقناع محاربيهم بالقتال بضراوة ولمدة أطول لأنه يحد من الخوف ويعزز التبجح ويقلل من التعب.
ترجمة: محمد المعري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع