رُغمَ هيمنتهِ الطاغية، إلا أنّ غالبية دول العالم تحاول لجمه وتقليم أظافره!
يستخدم في نحو 90 بالمئة من العقود التجارية على مستوى العالم!
تحاول الصين منافسته والتغلب عليه بعد إضافة عملتها لسلَّة عملات حقوق السحب الخاصّة!
فما هو؟
بالرغم من الثقل القويّ للصين وأوروبا في التجارة العالميّة، إلا أنّ مبادلاتهما التجارية لا تتم باليوان واليورو!
وإنَّما بالدولار!
يعتبر الدولارُ الأمريكيُّ أهمُّ عملة يتعامل بها النّاس منذ عقود، هل تساءلتَ يوماً لماذا؟
سابقاً كانت الشعوب تتعامل بالذهب، أي أنّها تطبع عملات مقابل ما تملكه من مخزون الذَّهب لديها،
وفي عامِ 1944 م التقى ممثَّلون من 44 دولة في برتون وودز بالولايات المتحدة الأمريكية
لتطوير نظام نقديّ دوليّ جديد.
كانَ المشاركون يأملونَ أن يحققَ النِّظامُ استقراراً في سعرِ الصَّرفِ، ويعزز النّموّ الاقتصاديّ.
وباعتبارِ الولاياتِ المتحدةِ هي الدولةُ التي تملكُ أكبرَ مخزونٍ مِنَ الذَّهبِ آنذاك، قامت هذه الدول بتسوية حساباتها الدولية بالدولار، والذي يمكن تحويله إلى ذهب بسعر صرف ثابت قدره 35 دولارا للأونصة وذلكَ بموجبِ اتفاقيةِ ” برتون وودز” التي جعلت من الدولارِ الأمريكي المعيار النقدي الدولي لكل عملات العالم.
Bretton Woodsبموجب
تعهدت أمريكا أمام دول العالم أنّها تملك غطاء من الذَّهب مقابل ما تطرحُهُ من الدولارات،
كما سمي الدولار بالعملةِ الصعبة حيثُ اكتسب ثقةً دوليةً كبيرةً لوجود تغطية له من الذهب.
في السنواتِ الأولى بعدَ الحرب العالميّة الثانية عملَ نظامُ برتون وودز بشكلٍ جيدٍ، من زاويةٍ أخرى بدأت دول أوروبا آنذاك بإعادةِ البناء بعد الحرب، مما جعلَ حصّة الولايات المتحدة من الناتج الاقتصاديّ ينخفض.
وفي حلول عام 1971 كانت عدّة دول قد غادرت نظامَ برتون وودز منها سويسرا وألمانيا وفرنسا ودولٍ أخرى باعتبارهِ “امتيازاً أمريكيّاً باهظاً”
مما يعني أنّ أمريكا اضطرّت لدفعِ قيمةِ دولاراتها التي تملكُها تلك الدول من مخزونِ الذَّهب لديها، كما بدأت دولٌ أخرى بالمطالبةِ باستبدال دولاراتها مقابل الذَّهب.
في ذلكَ الوقت انخفضت قيمة الدولار وارتفع معدل التضخّم والبطالة في الولايات المتحدة.
وفي خطوةٍ لحمايةِ الدولار أصدر رئيس الولايات المتحدة ” ريتشارد نيكسون ” في ذات العام سلسلةً من التدابير الاقتصادية أحدثت صدمة كبيرة لكل دول العالم.
أهمها أنّ حاملي الدولار لا يمكنهم استبداله بالذّهب!
وقد سُميت هذه الحادثة ب Nixon shock أو صدمة نيكسون.
يُنظر إلى صدمة نيكسون على أنَّها نجاحاً سياسياً على مستوى الولايات المتحدة، إلا أنّها فشلاً اقتصاديًا في إحداث الركود التضخميّ في السبعينيات.
وقد بقي هذا النظام قائماً حتى يومنا هذا، أمريكا تطبع ما تشاء من الدولارات وتشتري مقابلها خيرات الدُول.
إعداد: مريم الرحمون
مونتاج: أحمد الأعرج