قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن الإدارة الأمريكية تواجه ضغوطا متزايدة من الحلفاء العرب والأوروبيين لوقف أعداد القتلى المدنيين، الآخذ في التزايد، داخل قطاع غزة، مما دفعها لإطلاق حملة دبلوماسية جديدة للدفع نحو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى وصول وزير الخارجية جون كيري إلى القاهرة، الاثنين، لبدء جولة من الدبلوماسية المكوكية، وسط اعتراف مساعديه أنه لا يمكن تأكيد نجاحها.
وقال مسؤولون رفيعو المستوى، يرافقون كيري خلال زيارته للقاهرة، إن السياسات في الشرق الأوسط قد تغيرت بشكل جذري منذ تدخل إدارة الرئيس باراك أوباما عام 2012 لإنهاء القتال بين إسرائيل وحماس. وأوضحوا أن دول المنطقة منقسمة على نحو عميق حول إنقاذ حماس من حربها المكثفة مع إسرائيل، هذا فيما يبقى الرئيس عبد الفتاح السيسي ذو تأثير محدود على الحركة الإسلامية في غزة.
هذا فيما أكد مسؤولون إسرائيليون أنهم لن يتراجعوا عن مهمتهم العسكرية التي وصفوها بتدمير شبكات أنفاق حماس، بسبب الهجوم الدبلوماسي الأمريكي. وتشير الصحيفة إلى أن العلاقة بين كيري والحكومة الحالية في إسرائيل فترت بشكل ملحوظ، منذ انهيار محادثات السلام أبريل الماضي.
وقد أثار الوزير الأمريكي الجدل، الأحد الماضي، عندما تحدث دون قصد، إذ لم يكن يعلم أن مكبر الصوت مفتوح، إذ بدا وكأنه ينتقد الهجوم الإسرائيلي على غزة خلال تحدثه في استراحة ما بين مقابلات تليفزيونية، قائلا “إن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة بالغة الدقة“، إذ كان يتحدث عن الجنود الإسرائيليين الذين سقطوا في غزة مع مسؤول في وزارة الخارجية تبين أنه جوناثان فينر.
هذا فيما قال السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن، مايكل أورين، في تصريحات للتليفزيون الإسرائيلي، الاثنين، إن حكومة نتنياهو لم تدع كيري للتوسط في وقف إطلاق النار. ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان كيري سيسافر إسرائيل في الأيام المقبلة أم أنه سيذهب إلى إحدى البلدان التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع حماس، حيث كان من المقرر أن يزور قطر.
ومع ذلك أكد مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية أن إسرائيل تتفق بشكل عام على وقف إطلاق النار، إذ اتضح هذا في حديث أوباما الهاتفي مع نتنياهو وكذلك في قبولها الاقتراح المصري، الأسبوع الماضي. وقال مسؤولون إن كيري يسعى إلى التوصل لاتفاق بناء على الخطة المصرية ومحاولة حشد إجماع إقليمي وراءه. لكن الدبلوماسيون الأمريكيون أقروا أن هذا سيكون صعبا.
وأشارت الصحيفة إلى دعم تركيا وقطر لحركة حماس حيث تتهم مصر كلا البلدين بالضغط على الحركة الإسلامية في غزة بعدم قبول الوساطة المصرية لوقف إطلاق النار. ويقول المسؤولون الأمريكيون إن التحدي الأكبر لكيري سيكون توحيد هذه الحكومات وراء وقف القتال.