وتطرقت صحيفة “موسكوفسكي كومسوموليتس” الروسية، إلى أن واشنطن لديها شكوك في كيفية العمل في سوريا بعد فشل الاتفاقية مع موسكو، مضيفة أن الموقف الأمريكي يشهد ارتباكا، ظهر في التسجيل الصوتي لمحادثة سرية بين وزير الخارجية الأمريكية جون كيري والمعارضين السوريين.
وجرت المحادثة الشخصية بين رئيس الدبلوماسية الأمريكية والسوريين، الذين يعملون معلمين وأطباء وعاملي إغاثة في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، وجرت على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وتوصلت الصحيفة من خلال التسجيل الصوتي الذي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، إلى أن “كيري حاول تبرير السياسة الأمريكية في سوريا، وفي الوقت ذاته استعرض بلباقة خيبته في عدم فعاليتها، واعترف بأن الدبلوماسية الروسية تفوقت على الأمريكية”، على حد تعبير الصحيفة.
وقالت الصحيفة إن “خيبته” و”خلافه مع إدارة الرئيس أوباما” ليسا أمرا سريا، مضيفة أن “كيري في المحادثة المسجلة يتذمر من أن الروس فاقوه دهاء، ويعرب عن رفضه بعض قرارات أوباما، ويقول إن الكونغرس لن يوافق أبدا على استخدام القوة”، وفق ما أوردته.
وعن عملية عسكرية برية في سوريا قبل انتهاء ولاية أوباما، قالت الصحيفة، إن كيري أعرب أمام الحضور عن شكوكه ببدء تنفيذها، وقال: “لا نملك الأسس القانونية للقيام بذلك”.
وأضاف أنه “من أجل القيام بالعملية البرية، يجب الحصول على موافقة مجلس الأمن، ولكننا هناك سوف نصطدم بحقي النقض الفيتو الروسي والصيني. وكان من الممكن أن يكون لدينا فرص أكثر، لو أنهم هاجموا بلادنا، أو دُعينا رسميا إلى سوريا”.
وأوردت أن كيري قال إن “الروس يوجدون في سوريا بموجب طلب رسمي من النظام الشرعي، يعني أنه غير شرعي من وجهة نظرنا، ولكنهم (الروس) يتصرفون بموجب طلب منه”.
توريد السلاح لفصائل المعارضة
وقالت الصحيفة إن الوزير الأمريكي رأى أن توريد السلاح لفصائل المعارضة السورية “يزيد فقط في تفاقم الوضع”.
وقال موجها حديثه إلى المعارضين: “كل القضية وما فيها أنه عندما تحصلون على المساعدة (السلاح)، آنذاك فسيرفع كل طرف رهاناته: روسيا، إيران، حزب الله، جبهة النصرة”، مضيفا أن “السعودية وتركيا سوف تنفقان على ذلك أموالا طائلة، ولكن في المحصلة سوف يقتلونكم أنتم”، وفق ما نقلته الصحيفة الروسية.
وأشارت إلى أن ضيوف الاجتماع تلقوا بشك كلمات كيري، كما اعترفت صحيفة “نيويورك تايمز”. وصرح بعض المشاركين بأنهم غادروا الاجتماع، وكانت تنتابهم مشاعر الإحباط الكامل والقناعة الراسخة بأن إدارة أوباما لن تقدم لهم شيئا.
وقالت إن أحد الضيوف لخص الفكرة الأساسية في حديث كيري قائلا: “سيكون عليكم القتال من أجلنا، ولكننا نحن لن نقاتل من أجلكم”.
ونقلت الصحيفة الروسية عن البروفيسور دانيل سيرفر، من مدرسة “جونسون هوبكنز” للأبحاث الدولية الدقيقة، تأكيده لها أن “الأعمال الحربية مرتبطة تماما بالرئيس”.
وقال إن الولايات المتحدة تقاتل ضد تنظيم الدولة، وإن “الرئيس أوباما يمتنع باطراد عن الإجراءات العسكرية ضد الحكومة السورية، وإيران، وروسيا والقوى الشيعية الخارجية”، ويرى أنه لا يملك تفويضا من الكونغرس الأمريكي لتنفيذ هذه الخطوات”.
وأضاف أنه من الصعب التنبؤ حول سلوك فرد مستقل، ولكن إذا حكمنا على أوباما من خلال أعماله، فمن الواضح أنه لن يعمل على توسيع الحملة العسكرية الأمريكية. أما إذا حكمنا عليه عبر النظر إلى سلوك الزعماء الأمريكيين الآخرين، فقد كان بمستطاعه فعل ذلك”.