هاجمت صحيفة روسية شخصيات مقربة من النظام السوري وعائلة الأسد، في إطار حملة روسية إعلامية ضد “المسؤولين عن انتشار الفساد وعن تدهور الأوضاع الاقتصادية في سوريا”.
ونشرت وسائل إعلام روسية خلال الأيام الماضية عدة مقالات تتحدث عن الفساد المستشري داخل النظام، إضافة للتشكيك بشعبية رئيسه، بشار الأسد.
وتماشيًا مع الهجوم الروسي، الذي لم تُعرف أسبابه حتى الآن، سلطت صحيفة “براڤدا” الضوء على الدائرة الضيقة للعائلة الحاكمة وخاصة ماهر الأسد، كما استهدفت أبناء خال الأسد، رامي وحافظ مخلوف، إلى جانب رجال أعمال ورئيس حكومة النظام، عماد خميس، ووصفتهم بـ”عشيرة الأسد”.
وخلصت الصحيفة إلى نتيجة أن المشاكل الكبرى في الاقتصاد السوري، ونظام الفساد المهيمن في عائلة الأسد، لا يتركان فرصة للتطور الطبيعي بعد انتهاء الحرب.
كما اعتبرت أن الأسد يعجز عن ضبط الأوضاع الاقتصادية في سوريا، ومن الممكن أن يفقد نصف البلاد بسبب أقاربه.
رامي مخلوف “يؤثر على الحياة الاقتصادية”
بدأت الصحيفة في تقريرها الصادر، في 14 من نيسان الحالي، برجل الأعمال رامي مخلوف واستثماراته في سوريا، مثل شركة “شام القابضة” التي تستثمر في المؤسسات السياحية والمطاعم والعقارات.
كما يدخل مخلوف في استثمارات العديد من البنوك الخاصة، مثل “البنك الإسلامي السوري”، و”بنك البركة”، و”بنك قطر الدولي”، و”بنك شام”، و”بنك الأردن”، إضافة إلى احتكاره الاتصالات عبر شركة “سيرتيل”.
وأشارت الصحيفة، بحسب ترجمة الخبير في الشأن الروسي نصر اليوسف، إلى أن مخلوف يتدخل في سياسة المنطقة الإدارية الخاصة، ويؤثر على طريقة الحياة الاقتصادية في البلاد، قبل اندلاع الحرب، لافتة إلى أنه يسيطر على 60% من اقتصاد البلاد.
وقالت إن مخلوف الآن هو رهن الإقامة الجبرية بحسب الرواية الرسمية، إلا أن كثيرًا من السوريين يعتقدون أن أنباء اعتقاله تمثيلية من أجل إخفاء الفساد.
حافظ مخلوف “صاحب الشقق الفخمة”
هاجمت الصحيفة حافظ مخلوف، شقيق رامي، وهو ضابط في المخابرات، والوحيد الذي نجا من حادثة مقتل باسل الأسد (الأخ الشقيق لبشار) عام 1994.
وبحسب الصحيفة فإن حافظ مخلوف يمارس التجارة في مجال العقارات، وخرج من سوريا عام 2014، واشترى شققًا فاخرة في العاصمة الروسية، موسكو، عام 2019 (19 شقة) بملايين الدولارات.
ماهر الأسد “مجرم اقتصادي وقاتل”
لم ينجُ ماهر الأسد من هجوم الصحيفة، وقالت إنه حصل على مليار دولار لمشاركته في الالتفاف على العقوبات الدولية ضد الرئيس العراقي الأسبق، صدام حسين، ضمن برنامج تصدير الأغذية والدخان.
وقالت الصحيفة، إن ماهر الأسد هو قائد الفرقة الرابعة في “الحرس الجمهوري”، ويعتبر شخصية عسكرية، ولكنه مرتبط بالفساد أيضًا ويهيمن على 15% من اقتصاد سوريا.
وأضافت أن اقتصاد ماهر يعتمد على شخصيات مثل خالد قدورة في مجال الاتصالات، ورجل الأعمال محمد حمشو، الذي كان يبتز الشركات العاملة في البناء ويأخذ منها حصصًا، وهو ضالع في غسيل الأموال المخصصة للحرب بإشراف وحماية ماهر الأسد.
وماهر الأسد “ليس فقط مجرمًا اقتصاديًا وإنما يداه ملوثتان بالدم”، وضالع إلى جانب مدير المخابرات العسكرية السابق، آصف شوكت، بقتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، عام 2005.
عماد خميس “بائع الكهرباء.. صديق الأتراك”
كما سلطت الصحيفة الضوء على رئيس حكومة النظام الحالي، عماد خميس، واعتبرته أحد أبرز المسؤولين الفاسدين في السلطة، من وراء تجارة النفط والغاز والكهرباء.
وأشارت الصحيفة إلى أن خميس باع الكهرباء للبنان والأردن وحقق ملايين الدولارات لحسابه الشخصي، في وقت يعيش السوريون دون كهرباء.
إلى جانب بيع النفط عن طريق تركيا، عبر ميناء جيهان إلى شركات تركية يمتلكها ابن الرئيس التركي.
الأخوان قاطرجي “تجار القمح”
الأخوان حسام ومحمد قاطرجي، هما رجلا أعمال ومتهمان بالتعامل مع تنظيم “الدولة” وبشراء القمح والنفط، بحسب الصحيفة.
كما لعبا “دورًا سيئًا في الحرب، إذ كانا يمولان تشكيلًا عسكريًا، وانتقل العديد منهم أكثر من مرة إلى المعارضة”.
المصدر: عنب بلدي