وكشفت الصحيفة أن التحقيقات التي جرت مع المتهم عادل أوكسوز، أفضت إلى أن تواصله مع السفارة الأمريكية ليلة الانقلاب لم يقتصر فقط على مجرد إعلامه برفض طلب تأشيرة كما صرحت السفارة في بيان سابق لها.
واستعرضت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته “عربي21“، تفاصيل وثيقة الاتهام المتعلقة بقاعدة إنجرليك الجوية، حيث كشفت هذه الوثيقة عن هوية كل من الرأس المدبر ومساعديه الذين يبلغ عددهم 481 متهما، 45 منهم لعبوا دورا تنظيميا أساسيا. وتجدر الإشارة إلى أنه تمت المطالبة بإصدار عقوبة بالسجن المؤبد مع الأعمال الشاقة في حقهم لما اقترفوه من جرائم فضلا عن قيامهم بمحاولة الانقلاب الفاشلة.
وأوردت الصحيفة خبرا آخر ملفتا يتعلق باليوم الذي تقرر فيه التخطيط للانقلاب. فقد كشفت وثيقة الاتهام أن القرار تم اتخاذه في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر سنة 2015، الموافق لتاريخ فوز حزب العدالة والتنمية بالانتخابات البرلمانية بالأغلبية داخل المجلس مما أدى إلى عدم حاجة الحزب إلى دخوله في ائتلاف برلماني.
واستعرضت الصحيفة أسماء من وصفوا بأنهم أول من قاموا بالتخطيط للانقلاب. فبالاستناد إلى المعلومات الصادرة حتى الآن، تشير كل الشبهات إلى أن أصحاب الفكرة الأولى هما عادل أوكسوز، والقائد السابق للقوات الجوية أكن أوزترك، بالإضافة إلى خمسة أشخاص آخرين تم إلحاقهم بالتنظيم وهم: كمال باتماز، وهاكان تشيشك، ونور الدين أوروتش وهارون بينيش.
وأفادت الصحيفة أنه تم إغلاق جميع كاميرات المراقبة داخل قاعدة إنجرليك الجوية قبل يومين من وقوع الانقلاب، حيث تواجد خمسة أئمة بزعامة عادل أوكسوز داخل القاعدة الجوية بهدف تقديم توجيهات للانقلابيين. كما اتضح أنهم كانوا يتلقون التوجيهات بشكل متواصل خلال تلك الفترة من قبل زعيم التنظيم فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة. وفي نفس السياق، تبين أن عادل أوكسوز قام بتحميل تطبيق “باي لوك” الذي يستخدمه أعضاء التنظيم على هاتفه الشخصي في 19 آب/ أغسطس سنة 2014 واستخدمه لإجراء آلاف المحادثات مع 548 شخصا.
وقالت الصحيفة إن تقرير “مساق” الذي تضمنته وثيقة الاتهام كشف اللثام عن علاقة مالية مشبوهة، حيث ثبت أن أوكسوز قام بتحويل مبالغ مالية في شكل تبرعات للحملة الانتخابية للمرشحة الأمريكية هيلاري كلنتون عن طريق شركة “هارموني أنتروبرايز” “Harmony Enterpises LLC”. كما حول تلك المبالغ باسمه وباسم أعضاء من عائلته خلال الفترة الممتدة بين سنة 2003 وسنة 2016.
وذكرت الصحيفة أن السفارة الأمريكية في إسطنبول اتصلت بعادل أوكسوز يوم 21 تموز/ يوليو على الساعة 10:22، لكن لم تسجل أي مكالمة بينهما باعتبار أن أوكسوز لم يردّ على الاتصال. وعندما طلبت مديرية الأمن المركزي من السفارة الأمريكية توضيح أسباب الاتصال، ردت السفارة بأن الأمر يتعلق بعزمها على إبلاغ عادل أوكسوز برفض طلبه في الحصول على تأشيرة.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن وثيقة الاتهام الخاصة بقاعدة إنجرليك الجوية فضحت عدد الاتصالات التي قام بها عادل أوكسوز إذ تم تحديد مواقعها وأوقاتها لعلها تفتح الباب أمام معلومات إضافية حول الحقائق المتعلقة بالانقلاب.