وفي ملف للصحيفة، تروي “الأخبار” تفاصيل عن الانتهاكات التي يمارسها الشبيحة في اللاذقية بحق السكان والشرطة على السواء، غير مبالين بالقانون أو بوجود النظام السوري.
ووصفت “الأخبار” الشبيحة بأنهم “مجموعة نافذين ومتسلقين، يقومون بالتشبيح والتجاوزات والاحتيال، وهم أعلى من الدولة والقانون”، موضحة أنهم “يعتدون ببساطة على شرطي مرور، أو يحتقرون النازحين ويعنفونهم، ويفرضون تسعيرتهم الخاصة أو يبيعون مساعدات النظام والجمعيات”، مؤكدة أن “الأجهزة الأمنية عاجزة عن ضبط إيقاعهم”.
وفي محاولة من “الأخبار” لتخفيف حدة ممارسات الشبيحة، وصفت الصحيفة التابعة لحزب الله الشبحية بـ”أنهم أبناء الحرب وآباؤه”، مدعية أن هذه “الشريحة المصطفاة فوق القانون ليست محسوبة على طبقة اقتصادية أو اجتماعية معينة، ولا هي حكر على أبناء انتماء ديني أو طائفي أو مناطقي واحد”، في إشارة إلى أنهم ليسوا من الطائفة العلوية التي ينتسب لها النظام، وهو ما يتعارض مع شهادات السوريين.
ضد النازحين
ونقلت “الأخبار” عن الممارسات التي يمارسها الشبيحة ضد النازحين، ناقلة قصة عن نازحة خمسينية من جسر الشغور، تسمى ميساء، تعرضت لاعتداء من أحد الشبيحة، الذي كان يعمل كسائق لسيارة الأجرة.
وتروي ميساء اعتداء الشبيحة عليها عندما تأخر واتصلت بسائق آخر؛ فبعد أن أهال لها الشتائم أمام الملأ، اتهمها بأنها “إرهابية”، بعد أن عيرها بأنها نازحة قادمة من جسر الشغور، وهددها بأنه من “الأمن العسكري”.
ولم تكد تصل لوجهتها حتى وصلت سيارتان، إحداهما سيارته، والثانية سيارة جيب مغطاة بالسواد، ونزل منها ثلاثة مسلحون، بحسب ميساء، التي أضافت وهي تنتحب بقولها إن “واحدا منهم هجم علي وقطع لي شعري، وما ترك مسبة ما قالها، بعدين بصق علي وقال: هالمرة رح أتركك بدون ما أشحطك”.
وأشارت ميساء إلى أن الحادثة وقعت أمام “الفندق الفلاني (5 نجوم)، وعلى مرأى من أمن الفندق وحشد من الناس، لكن أحدا لم يجرؤ على التدخل”، وأضافت: “لا ألومهم”، لتتختم بقولها إنها تمنت لو بقيت بجسر الشغور وماتت بالحرب.
مطاردات هوليودية
وتروي “الأخبار” قصة سرقة سيارة ومطاردة “هوليودية” تخللها إطلاق نار، حيث وقعت الحادثة إثر تلقي السلطات الأمنية بلاغا عن سرقة سيارة، لتعثر عليها إحدى الدوريات في منطقة الشاطئ الأزرق وفي داخلها رجلان وتبدأ بمطاردتها.
وخلال المطاردة تبادلت الدورية والسارقون إطلاق النار، ما أدى إلى مقتل سيدة “عن طريق الخطأ”، وامتدت المطاردة إلى قرية بسنادا، حيث ألحقت أضرارا كبيرة بعدد من السيارات المركونة، إلى أن اعترض اثنان من أبناء القرية السيارة المسروقة وأفلحا في إيقاف سائقها، ليتبين مع وصول الدورية وتفتيش السيارة أنّها تحوي كميات من الحشيش و”حبوب الهلوسة”.
وقال أحد أبناء القرية لصحيفة “الأخبار” اللبنانية إن “المصيبة كانت حين تبينت هوية السارقين، هما من أصحاب السوابق التشبيحية”، مضيفا أنه “لن يكون غريبا أن نراهما قريباً طليقين ويسعيان إلى الانتقام ممّن تسبب في القبض عليهما”، ليختتم بقوله: “حدثت أشياء مماثلةٌ سابقا، ويلعن أبو التشبيح وساعتو”.
السيارات “المفيمة”
وأفردت “الأخبار” تقريرا عن السيارات “المفيمة”، أي مغطاة الشبابيك بطبقة سوداء تمنع رؤية من بداخلها، والتي عادة ما تكون من سيارات الدفع الرباعي، والتي يميز بها من “لديهم صفة عسكرية أو قتالية، أو نفوذ لدى جهة ما، عندما يستخدمون الفيميه لعزل أنفسهم عن المواطنين العاديين، منتشين بالسلطة على البسطاء”، بحسب تعبيرها.
ونقلت الصحيفة اللبنانية عن “ليال” جهدها الدائم في ضبط أعصاب زوجها عند قيادة سيارته، إذ من الضروري إفساحه المجال أمام أي سيارة “مفيمة”، قائلة: “لا يمكنني أن أتكهن بهوية الشخص الذي يقود السيارة أو من معه، ولذا، من الأسلم أن نتغاضى عن الاستفزازات لأن من يستخدم الفيميه مدعوم، بحكم معلوماتنا، ولا نرغب أن ننتهي مقتولين على أيدي بعض الزعران”.
وخلفت التفجيرات الأخيرة سخطا لدى سكان اللاذقية، بحسب “الأخبار”، جراء تكرار المخالفات من قبل من يعتبرون أنفسهم فوق القوانين، ولا سيما بعد حوادث عدة من خطف وقتل وسرقة، باستخدام سيارات “مفيمة” أيضا، ومحاولات عناصر الشرطة لتوقيف السيارات المخالفة، التي تصنف تحت بند “استعادة هيبة الدولة في اللاذقية”، التي وصفتها الصحيفة بـ”شيكاغو” السورية، قاومها البعض باستخدام القوة، وصولاً إلى رفع السلاح قبل أيام على عناصر دورية حاولوا نزع فيميه إحدى السيارات.
ونقلت “الأخبار” عن مصادر في محافظة اللاذقية بأن المخالفات المرورية على تفييم السيارات، والتي تصل إلى 2000 ليرة (4 دولارات)، تجاوزت 5000 ضبط خلال الفترة الماضية، معتبرة أن هذا الرقم يدل على حجم الفوضى التي وصلت إليها المدينة، حتى حدوث الخرق الأخير، مؤكدة أن هذه المخالفات لم تمنع تواجد الكثير من السيارات “المفيمة” تتسكع في المدينة بناء على أوراق خاصة، تحت ذريعة “الحرب”.