خالد شمت-برلين
اعتبرت صحيفة “بيلد” الشعبية الألمانية أن تأكيدات الرئيس اليوناني بروكوبيس بافلوبولو في لقائه في برلين مع المستشارة أنجيلا ميركل ورئيس الجمهورية يواخيم غاوك على الدور المهم لبلاده في حل أزمة اللاجئين الراهنة، يعكس ابتزازا واضحا تمارسه السلطات اليونانية.
وتعتبر الصحيفة أن اليونان تبتز بشكل متكرر من خلال ربطها بين المساعدات التي تقدمها للحد من تدفق أعداد اللاجئين القادمين لأوروبا وحصولها على مزيد من المساعدات والتنازلات الاقتصادية.
وذكرت الصحيفة -استنادا لمعلومات خاصة بها- أن بافلوبولو سيكرر ما تحدث به مع ميركل وغاوك عن مزيد من التشدد في مواجهة تدفق الأعداد الكبيرة للاجئين مقابل تنازلات اقتصادية أثناء لقائه اليوم مع رئيس المصرف المركزي الأوروبي ماريو دراغي بفرانكفورت.
حزمة مساعدات
وحسب المصدر نفسه، سيلح الرئيس اليوناني على قبول المصرف باعتماد سندات ديون اليونان كضمان يتيح لهذه الدولة وبنوكها الحصول بشكل ميسر على قروض جديدة من الأسواق المالية العالمية، وهو ما ترفضه برلين والمصرف الأوروبي بشدة.
وأفادت “بيلد” بأن اليونان تريد إلى جانب تنفيذ البنود المهمة بحزمة المساعدة الدولية الثالثة التي توافقت عليها في يوليو/تموز الماضي مع ترويكا المقرضين الدوليين بقيمة 86 مليار يورو، الحصول أيضا على مزيد من التنازلات حتى تساعد في الحد من تدفق اللاجئين لأوروبا وألمانيا.
وأوضحت الصحيفة أن رئيس الوزراء اليوناني ألكسندر تسيبراس يريد من المقرضين الدوليين إمهاله المزيد من الوقت حتى الصيف القادم لتنفيذ تعهداته مقابل الحصول على حزمة المساعدات الثالثة، وذلك بإجراء تقليصات واسعة بمعاشات المتقاعدين وفرض ضرائب مرتفعة للغاية على الزراعة، وهو ما يهدد حكومته بفقدان أغلبيتها البرلمانية.
رفض الابتزاز
وأشارت الصحيفة الألمانية -وفق معلومات من مصادرها الوثيقة الاطلاع- إلى أن حكومة تسيبراس ستلتزم نظير إمهالها لتنفيذ إجراءات التقشف التي توصف بالإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، بالموافقة على مهام خاصة لوكالة حماية الحدود الأوروبية “فرونتيكس” بمنطقتي الحدود اليونانية مع كل من تركيا ومقدونيا.
ولفتت الصحيفة إلى أن اليونان تبدي حتى الآن ممانعة ببناء مراكز الاستقبال والترحيل الضخمة للاجئين المعروفة باسم “هوت سبوت” التي تم التوافق عليها بقمة الاتحاد الأوروبي الخاصة بأزمة اللجوء الحالية.
ونقلت عن إلمار بروك، عضو البرلمان الأوروبي المعروف بعلاقته الوثيقة بالمستشارة أنجيلا ميركل قوله إن هذا الابتزاز اليوناني ليس مسموحا له أن ينجح، موضحا أن أثينا ممتنعة حتى الآن على المساعدة بمواجهة اللاجئين على الحدود لأسباب وصفها بالتكتيكية.
وعلى صعيد ذي صلة، اتهم الرئيس اليوناني -في مقابلة مع صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” الألمانية- تركيا بما أسماه “دعم المهربين الذين ينظمون عبور مئات آلاف اللاجئين إلى الجزر اليونانية، تمهيدا لانتقالهم إلى دول أوروبية أخرى“.
وقال بروكوبيس فلوبولو إن سلطات بلاده لديها في مراكزها المتقدمة على الجزر اليونانية أدلة على تورط سلطات الموانئ التركية بغض بصرها وتقديم مساعدات أحيانا للمهربين بعملياتهم لتهريب اللاجئين و”الاتجار بالبشر“.
مركز الشرق العربي