الخداع والتضليل أدوات هامة بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ولكن، بعض الأشياء التي قالها الرئيس الروسي منذ بداية الأزمة في أوكرانيا العام الماضي تتجاوز الخداع الهادف. لقد كانت هذيانًا صريحًا.
هنا أول خمسة من هذه الأشياء، بدءًا بالأحدث:
1) إن “الحكومة التي وقعت الحادثة على أراضيها هي المسؤولة عن هذه المأساة الرهيبة”.
بوتين قال هذا بالفعل بعد أن تم إطلاق النار وإسقاط الطائرة MH17 في شرق أوكرانيا من قبل نظام مضاد للطائرات مصنوع روسيًّا. أول شيء قاله الرئيس الروسي هو أن الخطأ كان خطأ أوكرانيا. الحرب التي بدأها بوتين على أراضي جارته المسالمة إلى الغرب، والتي أشرف عليها جهاز مخابراته العسكرية منذ البداية، وقتل فيها 298 من المدنيين الأبرياء، كانت على نحو ما خطأ كييف. شيء لا يصدق!
2) “نحن نفهم ما يقلق المواطنين في أوكرانيا، الروس والأوكرانيين على حد سواء، وكذلك السكان الناطقين بالروسية في المناطق الشرقية والجنوبية من أوكرانيا. إنها الجريمة غير المنضبطة ما يقلقهم. وبالتالي، إذا كنا نرى مثل هذه الجريمة غير المنضبطة تنتشر في المناطق الشرقية من البلاد، وإذا كان الناس يطلبون منا المساعدة، وفي حين أن لدينا بالفعل طلبًا رسميًّا من الرئيس الشرعي، فنحن إذًا نحتفظ بحق استخدام كل الوسائل المتاحة لحماية أولئك الناس. نحن نعتقد بأن هذا مشروع تمامًا”.
في مقابلة مع الصحفيين في موسكو في أوائل شهر مارس، وبعد تدخل روسيا في شبه جزيرة القرم في شرق أوكرانيا، أثار بوتين شبح “الجريمة غير المنضبطة”، وبالتالي فإنه سيكون “مشروع تمامًا” بالنسبة لروسيا التدخل في أوكرانيا لحماية الناس.
بوتين الذي يريد أن يحمي الناس، سمح من خلال تصرفاته للنقاد في جميع أنحاء العالم باستخدام مقياس سودتنلاند لمقارنته بهتلر، وذلك بعد أن قدم الاتحاد السوفيتي ما بين 8 إلى 13 مليون من أبنائه في الحرب العالمية الثانية ضد ألمانية النازية.
3) “يمكننا جميعًا أن نرى بوضوح نوايا هذه الأيديولوجية لورثة بانديرا، شريك هتلر خلال الحرب العالمية الثانية”.
ذلك ما قاله بوتين في كلمة ألقاها في مارس. منذ بداية الاضطرابات في أوكرانيا، حاول بوتين وصف معارضة الحكومة المدعومة من الكرملين في كييف باسم “النازيين الجدد”. الغالبية العظمى من المحتجين في ميدان ساحة كييف سعوا إلى تقريب أوكرانيا من الاتحاد الأوروبي، وكيف يرتبط هذا الأمر مع وصفهم بـ “النازيين الجدد”، وهو أمر لم تقم روسيا بتفسيره أبدًا.
4) “نحن لا نريد استعباد أي شخص أو إملاء أي شيء. لكننا لن نكون قادرين على البقاء جانبًا، ونحن نراهم يتعرضون للتدمير والمطاردة والمضايقات”.
بوتين قال هذا خلال دردشة لمدة ساعة مع الصحفيين في مارس. هو يشير هنا إلى الناطقين بالروسية في شرق أوكرانيا.
ولكن، هل تعرض المواطنون الأوكرانيون الناطقون بالروسية إلى المطاردة، أو التدمير أو المضايقة؟ وهل بقيت القوات الروسية في الواقع عبر الحدود؟ لقد برزت الميليشيات المحلية حتى في مدن مثل دونيتسك ووغانسك، وبعضهم كانوا مسلحين ومدربين من قبل الروس. واليوم، الولايات المتحدة مقتنعة بأن واحدة من هذه الميليشيات أطلقت صاروخًا من نظام مضاد للطائرات مصنوع روسيًّا على الطائرة الماليزية.
5) “الأمر كله هراء، ولا توجد وحدات روسية، خدمات خاصة، أو مدربون روس في شرق أوكرانيا”.
قال بوتين هذا مرة أخرى في إبريل. ولكن، أقارب الذين قتلوا في رحلة MH17 يتساءلون الآن ببساطة: “كيف استطاع أولئك الذين أسقطوا الطائرة الوصول إلى بوك S-11، وهو نظام مضاد للطائرات روسي الصنع؟ وكيف تعلموا تشغيل هذه القطعة المتطورة من المعدات العسكرية، وإنزال طائرة تحلق على 33 ألف قدم؟”.