أولت بعض الصحف العربية الصادرة الجمعة اهتمامًا ببدء المحادثات بشأن الأزمة في سوريا العاصمة النمساوية فيينا.
وأكدت الصحف السعودية على موقف المملكة الثابت من ضرورة رحيل الأسد، أبرز بعض الكتاب في صحف لبنانية وسورية أهمية الحل السياسي للأزمة ومحورية الدور الروسي والإيراني في المحادثات.
أهمية المشاركة
في صحيفة الثورة السورية، يدافع حسين صقر عن ضرورة مشاركة الدول الداعمة لدمشق والتي تحارب “الإرهاب” في سوريا، في إشارة إلى روسيا وإيران.
ويقول صقر: “انعقاد أي اجتماع لا تسجل فيه الدول، التي تحارب الإرهاب بشكل جدي وتسعى لحل الأزمة في سوريا سلميًا، لن يكتب له النجاح”. مؤكدًا أن “من يحاول إبعاد الدول المعنية بالأزمة في سوريا عن المشاركة والحضور بأي لقاء يجانب الصواب”.
وفي صحيفة الأخبار اللبنانية، يثني حسين حيدر على مشاركة إيران في المحادثات وهي متمسكة “بالثوابت” التي أعلنتها طهران، متمثلة في أنه “لا شروط مسبقة للحوار، والحل يجب أن يكون سياسيًا”.
يقول حيدر: “طهران ستقدم رؤيتها للحلّ وستحاول إقناع الجميع بصواب رؤيتها. والمشكلة الأساسية ستبرز في نقطتين؛ الأولى خلافية حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، والثانية يُجمع عليها كعنوان محاربة الإرهاب، مع الخلاف في توصيف المسلّحين على الأرض”.
ويضيف الكاتب أن طهران حددت آليات للحل “تبدأ بقرار دولي إقليمي بتصفية الإرهاب في سوريا والعراق، بمشاركة حكومات هذه الدول، ومن ثم إطلاق عملية سياسية بالتوازي، لاحتضان من يقبل الحوار من المعارضين السلميين والمسلحين، في سبيل إيجاد أرضية تفضي إلى انتخاب مجلس شعب ورئيس جمهورية، من دون وضع فيتو على أي اسم، وأيضًا لتشكيل حكومة وحدة وطنية تساعد على إعادة إعمار سوريا وعودة الللاجئين”.
واختتم الكاتب مقاله بالقول إن طهران ستقدم هذه الرؤية على طاولة الحوار في فيينا “وإذا رُفضت مساعيها، فإنها ستخوض المعركة بشكل أوسع، وإلى الحرب در”.
رحيل الأسد
تحت عنوان “محادثات فيينا.. اجتماع البند الواحد” أكد أيمن الحماد في افتتاحية صحيفة الرياض السعودية على أن المملكة ستركز في المحادثات على نقطة واحدة لا غير؛ ألا وهي: كيف سيرحل الأسد؟ آملاً أن تمارس موسكو ضغطًا على طهران لإبداء مرونة في هذا الشأن.
يقول الكاتب: “تريد الرياض أن تكون أجندة هذا اللقاء من بند واحد؛ كيف سيخرج الأسد؟ ولا تريد للمشاركة الإيرانية أن تشتت الجهد الدولي في هذا الاتجاه عبر أطروحات لا طائل منها”.
ويضيف الحماد: “لقد دفعت روسيا بإيران في محادثات فيينا المرتقبة لأنها تدرك أنها جزء من مشكلة عليها أن تسهم في حلها فمليشياتها ومستشاروها متواجدون على الأرض، ومنهمكون في القتال منذ اندلاع الأزمة في 2011، لذا فإن موسكو ملزمة بضبط هذه المشاركة الإيرانية لتغدو مشاركة هادفة ومفيدة في إنهاء المشهد الدموي السوري”.
وبتابع: “العبء على موسكو سيكون مضاعفاً خلال محادثات فيينا من جهة تقديم وجهة نظر مقبولة أمام المجتمع الدولي والمعارضة السورية بشأن طريقة وموعد خروج بشار الأسد، وكذلك توجيه السلوك الإيراني بما يخدم الأزمة ولا يخدم أهدافها”.
وفي السياق ذاته، تؤكد افتتاحية صحيفة الوطن السعودية على أن “الموقف الثابت للمملكة من رحيل الأسد لن يتزحزح”، قائلةً إن الرياض قبلت المشاركة في هذا الاجتماع من أجل تحديد موعد لرحيله.
تقول الافتتاحية إن “المرونة التي أبدتها المملكة والولايات المتحدة حول أهم النقاط الخلافية والمتعلقة برحيل بشار الأسد عن السلطة على أن يتم تحديد مدة زمنية لذلك، يجب أن تأخذها روسيا في الحسبان، وتتخلى عن تعنتها عندما يجري الحديث عن ضرورة عدم بقاء الأسد على رأس السلطة”.
واختتمت الافتتاحية بالتساؤل عمّا إذا كان “الروس قادرون على حسم رأيهم، واتخاذ القرار الذي يخدم الشعب السوري، أم ستبقى الأمور عائمة وهم يراهنون على عامل الزمن لمنح النظام السوري وقتًا يلملم فيه بقاياه، ويمدد استمراره ويطيل الأزمة؟”
وفي صحيفة النهار اللبنانية، يقول راجح خوري إن الرئيس بوتين حصل على “أثمان سياسية مبكّرة” بعدما قبل المعارضون للأسد ببقائه مرحليًا إلى أن تتم عملية انتقال سياسي والموافقة على انضمام إيران إلى محادثات فيينا.
يقول خوري إن “العبرة تبقى في ما سيعطي بوتين في مقابل ما حصل عليه”، طارحًا أسئلة من قبيل: “ما هو شكل الهيئة الانتقالية التي ستتولى السلطة، وما هي حصص الأسد والمعارضة والروس والإيرانيين فيها، متى تتشكل وكم من الوقت يتطلب تشكيلها، متى تتسلم مسؤولية ادارة الدولة والأمن، كيف سيضم جيش النظام الى جيش المعارضة لتشكيل القوة الوحيدة التي يفترض ان تقاتل “داعش” لأن القصف الجوي لن يقدم أو يؤخّر”.
واختتم الكاتب مقاله بالقول: “إذا كان بوتين سيراوح في فيينا عند نظرية أن “الحل السياسي يأتي بعد القضاء على الإرهاب”، فمن الضروري تركه يتخبط في المستنقع السوري الذي أعلن أنه يريد استعجال الخروج منه، ولكي ينجح الحل السياسي عليه تقديم روزنامة تجيب عن هذه الأسئلة”.
موقع bbc