برزت الصحف الخليجية الصادرة اليوم الجمعة الاجتماع الخليجي التركي على مستوى وزراء الخارجية، الذي استضافته العاصمة السعودية الرياض أمس، وأكدت أن التعاون الخليجي التركي “مهم جداً لأمن واستقرار ونمو المنطقة”، ويصب في صالح جهود حل الأزمة السورية.
وأبرزت العديد من الصحف في عناوين صفحاتها الأولى ، اعتبار مجلس التعاون الخليجي، منظمة “فتح الله غولن”، الضالعة في محاولة الانقلاب الفاشلة بتركيا منتصف يوليو/تموز الماضي، “إرهابية”.
وإضافة إلى التغطية الإخبارية الموسعة للاجتماع ونتائجه، كان ايضا محور العديد من افتتاحيات الصحف الخليجية.
وفي افتتاحيتها ، التي جاءت تحت عنوان “التوازن من أجل الاستقرار”، قالت جريدة “الرياض” السعودية أن “التعاون السعودي – التركي، والخليجي – التركي مهم جداً لأمن واستقرار ونمو المنطقة”.
وينت ان ” استمرار التنسيق على اعلى المستويات يعطي دلالة على أهمية العلاقات، والرغبة المشتركة في تطويرها كونها استراتيجية، وتؤدي الى التوازن في منطقة تشهد الكثير من التغيرات المتسارعة.”
كما أبرز الجريدة أهمية الاجتماع في حل الأزمة السورية على وجه الخصوص، وقالت في هذا الصدد :”” اجتماع الرياض الخليجي – التركي يأتي بعد تعقد الموقف في سورية وتباعد القوى الكبرى في مواقفها، وارتفاع حدة التوتر الى درجة غير مسبوقة وعلى الأخص بعد فشل تمرير مشروعيْ القرار الفرنسي والروسي في مجلس الأمن”.
وتابعت :”دول مجلس التعاون كما تركيا معنيون بالأزمة السورية، ويتقاسمون مخاوف تمدد الأزمة واتساع نطاقها”.
وأشارت الجريدة ان “الموقف الخليجي – التركي من الأزمة السورية تحديداً يسير في ذات الاتجاه ويتقاسم ذات المواقف والرؤى للحلول التي يمكن ان تؤدي الى حلحلة الأزمة في (جنيف1)”.
وبينت أن مؤتمر لوزان المزمع عقده مطلع الاسبوع المقبل، بمشاركة المملكة وتركيا وقطر، “يتطلب تنسيق المواقف باتجاه وضع الحلول المناسبة القابلة للتطبيق على الأرض من أجل إنهاء الأزمة وإنهاء معاناة الشعب السوري الذي ظل يدفع ثمن تعنت نظام لا همّ له إلا البقاء في السلطة مهما كان الثمن.”
بدورها، اعتبرت جريدة “العرب” القطرية في افتتاحيتها اليوم أنه “من المؤكد أن ما تمخض عنه أيضاً الاجتماع الوزاري لدول «التعاون» وتركيا، سيكون رصيداً إضافياً لصالح الثورة السورية”.
ولفتت الجريدة أنه في هذا الإطار عقد على هامش الاجتماع الخليج التركي لقاء ثلاثي جمع الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية القطري، مع نظيريه السعودي عادل الجبير والتركي مولود جاويش أوغلو.
وبينت: “لا شك أن هذا اللقاء الذي ناقش سبل حماية الشعب السوري، سيكون إضافة مهمة لدعم الأشقاء في سوريا، خاصة أنه يستبق اللقاء الدولي المقرر عقده في مدينة لوزان بسويسرا، والذي يحضره الوزراء الثلاثة، بمشاركة وزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة، لدراسة إمكانية اتخاذ إجراءات تتيح تسوية النزاع السوري”.
الاجتماع الخليجي التركي كان أيضا محور افتتاحية جريدة “الشرق” القطرية في عددها الصادرة أمس، والتي جاءت تحت عنوان “شراكة خليجية ـ تركية”.
وقالت الجريدة أن الاجتماع “يأتي تتويجا للنقلة النوعية التي شهدتها العلاقات بين دول الخليج وتركيا خلال الفترة الماضية.”
ولفتت في هذا الصدد أن”العلاقات الخليجية التركية شهدت خلال الأشهر الإثني عشر الماضية، انعقاد 12 قمة خليجية تركية، جمعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقادة دول مجلس التعاون(…) وهي لقاءات تعكس مدى حرص القادة المتبادل على رعاية هذه العلاقات الاستراتيجية، بما يخدم المصالح المشتركة للشعوب.”
وقالت الجريدة “إن التناغم الذي تشهده العلاقات القطرية التركية في مواقفهما المشتركة إزاء القضايا الإقليمية ، مثل ثورات “الربيع العربي”، والأزمات في سوريا، وليبيا، واليمن، والوضع بالعراق، فضلا عن الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، كلها تشكل نموذجا ومثالا للمستوى الذي وصلت إليه العلاقات بين دول مجلس التعاون وتركيا.”
وشددت على أن ” أن حرص القادة في الخليج على تعزيز الشراكة والتعاون مع تركيا، هو ما يطمئن الشعوب بأن العلاقات بين الجانبين تمضي في طريقها الصحيح، لخير المنطقة كلها.”
وإضافة إلى القراءة في الاجتماع ونتائج واهميته التي قدمتها الصحف الخليجية في افتتاحيتاتها، حظي الاجتماع بتغطية واسعة في الصحف الصادرة في دول الخليج الست.
وتصدر اعتبار المجلس منظمة غولن “إرهابية، عناوين الصفحات الأولى في كل من جريدة “الراية” القطرية” و”الوطن” الكويتية.
وتحت عنوان :”الوزاري حمّل بغداد مسؤولية سلامتهم وإطلاق سراحهم.. دعم خليجي تركي لقضية المختطفين القطريين في العراق.
وفي تغطيتها، قالت “الراية” القطرية إن البيان الختامي للاجتماع عبر “عن بالغ القلق حيال قضية اختطاف عدد من المواطنين القطريين جنوب العراق في ديسمبر 2015، الذين دخلوا بتصريح رسمي من وزارة الداخلية العراقية وبالتنسيق مع السفارة العراقية في الدوحة. وأكد الوزراء أن هذا العمل الإرهابي يعد خرقاً صارخاً للقانون الدولي وحقوق الإنسان ومخالفاً لتعاليم الدين الإسلامي.”
ولفتت ان “وزراء مجلس التعاون أكدوا تضامنهم مع تركيا في مواجهتها لمحاولة الانقلاب الفاشلة مرحبين بتجاوز تركيا لهذه المحاولة، وعبّروا عن دعمهم للإجراءات التي تتخذها بهذا الشأن، بما في ذلك جهودها في مواجهة تنظيم أتباع فتح الله جولن الإرهابي المتورط في محاولة الانقلاب.”
بدورها، أبرزت “الوطن” الكويتية الأمر نفسه في تغطيتها التي جاءت تحت عنوان :”تطابق موقف تركيا والخليج في القضايا الاقليمية ومنها سوريا والعراق واليمن.. التعاون الخليجي: «غولن».. إرهابية”.
ولفتت أن البيان الصادر عن الاجتماع “شدد على تضامن مجلس التعاون مع تركيا ضدّ محاولة الانقلاب، مشيرا إلى دعم المجلس لكافة التدابير التي تتخذها تركيا من أجل مكافحة منظمة “غولن” الإرهابية.”
فيما أبرزت العديد من الصحف التقارب الخليجي التركي حيال قضايا المنطقة، وجاءت التغطية في “الوطن” السعودية تحت عنوان “موقف خليجي تركي موحد لحسم الملفات الشائكة”.
وأشارت الصحيفة انه “خلصت نتائج الاجتماع الوزاري المشترك الخامس للحوار الإستراتيجي بين مجلس التعاون وجمهورية تركيا في الرياض أمس، إلى توحيد المواقف لحسم الملفات الشائكة في المنطقة، إلى جانب أهمية الاستعجال في تكثيف العلاقات في كل المجالات، والمضي قدما في تفعيل الاتفاقيات التي تم التشاور حيالها لإنهائها.”
وبينت ان “رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لمجلس التعاون وزير الخارجية عادل الجبير،أعلن، أن القمة الخليجية التركية بحثت إنشاء منطقة التجارة الحرة بين تركيا ودول مجلس التعاون، وتمديد خطة العمل المشتركة الحالية بين مجلس التعاون وتركيا حتى نهاية عام 2018.”
وأبرزت الصحف الخليجية ولا سيما البحرينية في تغطيتها دعوة الاجتماع لإيران بعدم التدخل في شئون دول المنطقة، حيث جاءت التغطية في “الأيام” البحرينية، تحت عنوان “الوزاري الخليجي التركي: دعوة إيران لعدم التدخل بالشؤون الداخلية لدول المنطقة”.
وفي “البلاد” البحرينيية تحت عنوان “أدان القصف العشوائي للمدنيين والأسواق والمدارس في حلب..الاجتماع الخليجي التركي يطالب إيران بوقف التدخل في شؤون المنطقة”.
أيضا جاء في “السياسة” الكويتية تحت عنوان “دعوا إيران إلى عدم التدخل في شؤون المنطقة ونددوا بالجرائم البشعة في حلب..دول الخليج وتركيا تتفق على تعزيز العلاقات ودعم جهود مكافحة الإرهاب”.
وفي جريدة “عمان” العمانية تحت عنوان :”دول المجلس وتركيا تأسف لعدم تحرك المجتمع الدولي حيال حلب”.
كما ركزت العديد من الصحف على التحذير من مشاركة “الحشد الشعبي” في تحرير الموصل، وأهمية الاجتماع في حل الأزمة السورية.
ومن بين هذه الصحف “القبس” الكويتية، وذلك تحت عنوان “الوزاري الخليجي التركي لوقف العدوان على السوريين.. تحذير سعودي من مشاركة “الحشد” بمعركة الموصل”، وفي “عكاظ” السعودية تحت عنوان:”الوزاري المشترك» يرفض «جاستا».. ومنطقة تجارة حرة بين دول التعاون وتركيا.. التزام خليجي – تركي بدعم السوريين ومساندة الشرعية اليمنية.. وتحذير لإيران”.
من جانبها، ابرزت الصحف الإماراتية إدانة الاجتماع للاعتداء على السفينة الإماراتية قبالة سواحل اليمن، مطلع اكتوبر الجاري.
وجاءت التغطية في البيان الإماراتية تحت عنوان” “الاجتماع الخليجي التركي يدين الاعتداء على سفينة “سويفت” الإماراتية”، وفي “الخليج ” الإماراتية تحت عنوان “بحث الأوضاع في سوريا والعراق واليمن والتدخلات الإيرانية والتعاون لمكافحة الإرهاب.. الخليجي التركي» يعتبر الاعتداء على السفينة «سويفت» عملاً إرهابياً”.
كما أبرزت الصحف القطرية تضامن الاجتماع الخليجي التركي مع قطر في قضية اختطاف مواطنيين قطريين في العراق نهاية العامة الماضي، وعنونت “الشرق” القطرية: “الوزاري الخليجي التركي يتضامن مع قطر بشأن اختطاف المواطنين في العراق”.
الأناضول