تناولت صحف أميركية نتائج التحقيق في مقتل المعارض الروسي السابق ألكساندر ليتفيننكو التي تلمح إلى تورط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ودعت إلى عدم معاملة روسيا باعتبارها دولة طبيعية وإلى عزل رئيسها في التعاملات العادية للشؤون الدولية.
وقالت واشنطن بوست في افتتاحيتها إن تحقيق القاضي البريطاني المتقاعد روبرت أوين في قتل ليتفيننكو وثُق بشكل دقيق ما لا يمكن إلا أن يُسمى اغتيالا. وأوردت أن الشخصين الروسيين اللذين التقيا ليتفيننكو في فندق ميلينيوم بلندن في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2006 تعمدا تسميمه بالأشعة التي لوثا بها الشاي الذي قدماه إليه.
وأضافت أن التحقيق وجد أن أحد الشخصين كان ينفذ بأوامر من جهاز الاستخبارات الروسي “عملية لاغتيال ليتفيننكو” وهي عملية من المرجّح أن يكون قد وافق عليها مدير الجهاز والرئيس الروسي.
وأوضحت الصحيفة أن ذلك يثير سؤالا مهما للرئيس الأميركي باراك أوباما وقادة دول العالم الآخرين الذين لا تتورط دولهم في الاغتيالات المأجورة: هل سيستمرون في لقاءاتهم ببوتين وكأنه رئيس لدولة أخرى؟
وأضافت أن التحقيق البريطاني لم يثبت أن بوتين قد أمر بالاغتيال، لكن يمكن القول إنه على الأقل أقام دولة تعمل على قتل خصومه الشخصيين في أي مكان. وأشارت إلى قتل صحفيين وسياسيين روس معارضين.
الدولة العادية
وقالت واشنطن بوست إن ما تمارسه روسيا لا ينطبق على الدول العادية وإن بقية دول العالم يجب أن تكف عن معاملتها كدولة عادية، مضيفة أن التعامل مع روسيا على المستويات العملية يمكن أن يستمر، لكن يجب عزل رئيسها من فعاليات الشؤون الدولية العادية “لأن سلوكه نشاز، ويجب أن يُعامل كمنبوذ”.
وأشار الكاتب هولمان جينكينز، في مقال له بصحيفة وول ستريت جورنال، إلى أن تحقيق أوين قدم ما يقرب من تحقيق رسمي يُرجّح الحصول عليه حول تفجير الشقق بموسكو عام 1999 الذي راح ضحيته ثلاثمئة روسي وتسبب في مجيء بوتين لمنصب الرئاسة.
وقال إن أوين ذكر أن كتاب ليتفيننكو “تفجير روسيا” هو الدافع الرئيسي لاغتياله لأن ذلك الكتاب يلقي اللوم في تفجير الشقق بموسكو على جهاز المخابرات الروسية الذي كان يعمل به بوتين. وأضاف أن الصمت الغربي ربما يكون مفهوما، لكن ثمنه كان غاليا.
واستمر جينكينز يقول إن بوتين، الذي يتمتع بالإفلات من العقاب حاليا، أطلق العنان لسلوكه المغامر فيأوكرانيا وسوريا، كما وصف فترة حكمه بأنها “أكبر قصة نهب مالي في التاريخ”.
واختتم قائلا إن الغرب لا يملك إلا أن يتعامل مع بوتين الذي يحكم دولة نووية، وأكبر مصدّر للطاقة في العالم، ويستحيل حل مشاكل ووقف حروب بدون التعامل معه “إنه التحدي الكبير للحكومات الغربية”.