أكدت صحيفة أمريكية بغرق العالم في فوضى كبيرة بسبب الحرب المندلعة في سوريا منذ سبع سنوات وهذه الحرب تعدت حدود سوريا وجعلت نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية يتلاشى رويداً رويداً.
وقالت كاتبة المقال “آني بارنارد” الذي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية “أن العالم يبدو حاليا غارقا في الفوضى وعدم اليقين أكثر من أي وقت مضى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وذلك بسبب الحرب في سوريا”.
وأشارت الصحفية في مقالها:” القادة الطغاة في ازدياد والديمقراطية الليبرالية في حصار، ونظام ما بعد الحرب العالمية الثانية يضمحل في الوقت الذي تنتشر فيه الحروب وتتجاوز حدود البلد الواحد، وأن المؤسسات الدولية التي شُيّدت لتعمل ككوابح للقتل الوحشي قد فشلت في إيجاد حلول.”
وأوضحت الصحفية أن حركات الشعوبية تتنامى على حساب الديمقراطية والليبرالية “إن الحركات الشعبوية في تصاعد على جانبي الأطلسي ليس بركوبها موجات الغضب المعادي للمؤسسة فحسب، بل بإثارتها المخاوف من “الآخر” بسبب الدين، وبالتحديد من المسلمين”.
واستكملت الكاتبة مقالها بتغيير الظروف عما كانت عليه في الحرب العاليمة الثانية “تبدو فكرة أن عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية لن يدع الحكام يقتلون مواطنيهم دون تمييز، بدأت تتراجع بسرعة كبيرة.”
ووصفت الكاتبة اللجوء إلى الدول الأوربية بأنها “أكبر التحديات في الذاكرة لانسجام الاتحاد الأوروبي وقيمه الأساسية، المتمثلة في حرية التنقل والحدود المشتركة والتعددية، وبأنها ألهبت المخاوف على الهوية والثقافة، وعززت الشعور بانعدام الأمن الاقتصادي وعدم الثقة في النخب الحاكمة، حتى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يبدو أن الخوف من اللاجئين كان من دوافعه”.
واستشهدت الكاتبة في مقالها من بعض الأمور الواقعية التي حصلت في الفترة الأخيرة من تراخي من قبل المجتمع الدولي في حسم الحرب السورية قائلة” إن مجلس الأمن الدولي يعاني الشلل، ومنظمات العون الإنساني تعاني الارتباك، وحتى الصواريخ التي أطلقتها واشنطن على سوريا لا تبدو أكثر من نقطة ضوء في ليل مضطرب، إذ استأنف النظام السوري -تدعمه روسيا- سياسة الأرض المحروقة”.
وأكدت الكاتبة في مقالها “أن من الصعب الهروب من الإحساس بأن مخاوف الغربيين من “الإرهاب” ازدادت، وبلغت حجما أصبح فيه كثير منهم يتسامحون مع قتل المسلمين والعرب ومع إساءة استخدام دولهم لسلطاتها.”
وفي نهاية المقال قالت الكاتبة “أن الحرب الأميركية على “الإرهاب” تسببت في جعل الانتهاكات للأعراف والقواعد الإنسانية أمرا عاديا: الاعتقال دون محاكمة في غوانتانامو، والتعذيب بأبو غريب، وحروب الطائرات المسيّرة وغير المسيّرة المستمرة في سوريا والعراق واليمن وغيرها”.
المركز الصحفي السوري – صحف عالمية