• صبايا العطاء “أمل يعطى..مستقبل يبنى، هدفنا دعم أطفال سوريا الأيتام(أبناء الشهداء,المهجرين,والنازحين).بعيدا عن الدين والسياسة، نحن فريق تطوعي مؤلف من “صبايا سوريات”، يجمعنا حب الوطن و وحدة هويتنا السورية وانتماءاتنا مختلفة ..لكن توجهنا واحد، إيماننا بأبناء سوريا على أنهم جيل سينهض بسورية أجمل، وإيماننا على أن المرأة السورية هي عنصر هام في بناء هذا الجيل رغم قسوة الظروف، هو عملنا واهتمامنا”.
عبارات كتبت للتعريف بمنظمة “صبايا العطاء” وهي منظمة غير ربحية في مدينة اللاذقية، تحت إشراف “عليا عزام خير بك”، كانت المنظمة في البداية عبارة عن مجموعة سرية على “الفيس بوك” ثم توسعت لتضم أكثر من 90 ألف صبية من مختلف الأعمار والطوائف بحسب زعم مؤسسيها.
ورغم أنهن يدعون أن المنظمة هي إنسانية بالدرجة الأولى وأن الهدف منها التعارف ورسم الابتسامة على وجه فاقديها بعيدا عن السياسة والدين، إلا أن الحقيقة تنافي ذلك فقد تم طرد بعض الفتيات من المجموعة لمواقفهن المناهضة للنظام السوري بعد مناقشات حادة مع فتيات أخريات فيها.
فأغلب الفتيات المشاركات في المنظمة هن من الطبقة الأرستقراطية الثرية من الساحل السوري الموالية لآل الأسد، ومعظمهن بنات علويات وزوجات كبار مسؤولي الاستخبارات والجيش في النظام، واللواتي يتغنين بتبرعاتهن لمساعدة النازحين والفقراء، من خلال ظهورهن عبر وسائل الإعلام في تجمعاتهن في أفخم المطاعم، ومن الواضح للرائي أنهن يتبارزن حتى في تبرعاتهن للظهور والتباهي والمراءاة أمام الإعلام .
ومن نشاطات المنظمة يمكن للمشاهد أن يكتشف مدى مصداقيتها الزائفة عبر زعمهن بالابتعاد عن السياسة واتخاذهن الموقف المحايد، فمنذ مايقارب الشهرين كثفت المنظمة من نشاطاتها العسكرية والداعمة للنظام عبر توزيعهن بعض المساعدات لحواجز قوات النظام في اللاذقية، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل قمن مؤخرا بمشاركة الجنود الروس في قاعدة حميميم العسكرية باحتفال تكريمي للطيارين المتواجدين في المطار، وشاركتهن الاحتفال رائدة الفضاء الروسية “فالنتينا تريشكوفا”، وقدمن الهدايا لهم تعبيرا عن امتنانهن بجهودهم الجبارة في قتل الشعب السوري وتشريده، وتدمير أحلامه.
ومن الخدمات الإنسانية التي تقدمها المنظمة للأطفال اليتامى، تخصيص يوم بالأسبوع لتعليمهم اللغة الإنكليزية، ويوم آخر لتعليمهم بعض الأشغال اليدوية “كالكنفا وشغل الصوف والكروشة وغيرها”، إلا أن مايثير التساؤل تخصيص يوم لتعليمهم اللغة الروسية، وهذا يناقض المبادئ التي تفاخروا بها حول بناء الأجيال، فالأيتام ليسوا بحاجة لتعلم لغة من يقتل البراءة والطفولة في بلد أضاعت به الحرب جيلا بأكمله.
جميل أن يكون هناك تجمعات نسائية تهتم بقضايا إنسانية وتساهمن في إصلاح ولو بشيء بسيط ماخلفته الحرب، إلا أن النفاق والمباهاة أسلوبان بعيدان كل البعد عما يدعون، فعن أي أمل يتحدثن ونظامهن سرق آمال السوريين، وعن أي مستقبل سيبنى يتوعدون ومستقبل أطفال سوريا مهدد بالضياع بين ركام الحرب وخيام اللجوء.
المركز الصحفي السوري ـ سماح خالد