تصعيدٌ خطيرٌ يشهده ريف حلب الشرقي، على خلفية القصف الروسيّ الذي أسفر عن وقوع قتلى وجرحى وخسائر ماديةٍ جسيمة، في ذكرى ذات اليوم الذي وقّعت فيه روسيا على اتفاقية وقف إطلاق النار العام الفائت، فما أهدف روسيا؟
أفادت مراسلتنا في الشمال السوري أن حرائق هائلةً اندلعت مساء أمسٍ الجمعة، في قرية ترحين في ريف مدينة الباب شرقي حلب، جرّاء استهداف حراقات نفطٍ بدائيةٍ بقصفٍ روسيٍّ مركّز خلّف خسائر بشريةً وماديةً جسيمة.
وأوضحت أن عدة صواريخ باسلتيةٍ روسيةٍ سقطت في محطاتٍ لتكرير النفط في قرية ترحين، مصدرها قاعدة رادار شعالة ومطار كويرس التابعتين لقوات النظام والاحتلال الروسي، في تمام الساعة الثامنة من مساء الجمعة 5 آذار مارس.
وسبقتها قبل ساعةٍ اندلاع حرائق ضخمةٌ في ريف مدينة جرابلس شرقي حلب، جراء سقوط صواريخ باسلتيةٍ روسيةٍ على محطاتٍ لتكرير النفط في بلدة حمران.
مضيفةً، أن الحرائق أسفرت عن ارتقاء 4 شهداء بينهم المتطوع في الدفاع المدني “أحمد واكي” وإصابة أكثر من 30 آخرين إضافةً إلى احتراق نحو 100 صهريج وقودٍ واحتراق آليتين تابعتين للدفاع المدني، كانتا في المكان لإخماد الحرائق.
في حين انتشرت حالةٌ من الهلع والخوف بين الأهالي، وناشد البعض بإخلاء المنطقة من المدنيين، تخوفاً من استهدافها بمزيد من الصواريخ.
تعقيباً على الحادثة ردت القوات التركية المتمركزة في مدينة الباب باستهداف قوات النظام المتمركزة على أطراف المدينة بقصفٍ صاروخيٍّ ليلة أمس.
لتردّ صبيحة اليوم السبت، قوات النظام بقصف أطراف مدينة الباب بالمدافع، دون معلوماتٍ عن وقوع إصاباتٍ حتى اللحظة.
ويأتي ذلك في تصعيدٍ خطيرٍ يشهده ريف حلب الشرقي على خلفية استقدام قوات النظام وحلفائه، تعزيزاتٍ عسكريةٍ لمحيط مدينة الباب، وإعلانه في منتصف شباط الفائت عن نيته شن عملٍ عسكريٍّ، بغية السيطرة على المدينة.
من جهتها أصدرت الحكومة السورية المؤقتة بياناً أدانت فيه القصف الروسي لشمال غرب سوريا، وشددت على أن مسؤولية هذه الجرائم تقع على عاتق المجتمع الدولي، كما دعت لمحاسبة النظام وحلفائه على انتهاكاتهم بحق الشعب السوري.
وحلّل ناشطون أسباب القصف الأخير إلى أنه يأتي في خطوةٍ استفزازيةٍ روسيةٍ لتركيا في ذات اليوم الذي وقعت فيه روسيا على اتفاقية وقف إطلاق النار العام الفائت.
وكانت قد عُقدت اتفاقية وقف إطلاق النار في مناطق شمال غرب سوريا بين روسيا وتركيا في 5 آذار مارس 2020، وهي الاتفاقية التي لم يلتزم بها النظام وحلفيه الروسي منذ توقيعها وحتى الآن.
فيما أشار آخرون إلى أن أسباب القصف ترجع إلى توقيف إمداد مناطق النظام بالنفط من مناطق شمال شرق سوريا من قبل الأمريكان، وتطبيق عقوبات قانون قيصر، ما دفع الروس لاستهداف النفط في مناطق سيطرة المعارضة الذي مصدره مناطق شمال شرق سوريا.
بقلم سدرة فردوس
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع