بينما يهيمن الهجوم الروسي على أوكرانيا على الأخبار، فإنّ الحرب في سوريا، التي بدأت في عام 2011، تبدو الآن بعيدة جداً، بل منسية، وفق تقرير لصحيفة لوموند الفرنسية اليوم الاثنين، ترجمه المركز الصحفي السوري عنها بتصرف.
ومع ذلك، فإنّ الفيلم الوثائقي الذي أخرجه “كمال رضواني” عام 2021 لم يكن ليحظى بصدى أكبر، حيث لعبت روسيا دوراً رئيسياً، سياسياً وعسكرياً، في الصراع السوري فأنقذت نظام الأسد من السقوط، وساهمت بقتل 500 ألف شخص وتهجير ملايين اللاجئين.
سلّط الفيلم الضوء على أربع نساء سوريات تغيرت حياتهن خلال الانتفاضة الشعبية ضد استبداد عائلة الأسد، التي حكمت البلاد أربعين عاماً.
تحكي بطلات الفيلم قصة ثورة بدأت بالأغاني، وأحلام عظيمة بالحرية والعدالة الاجتماعية، لتجد الثورة نفسها في مواجهة آلة قمع لا ترحم، وينتهي بها الأمر إلى الوحل عقب ظهور تنظيم الدولة “داعش”.
في المعركة ضد الدكتاتورية وضد الظلامية، كانت النساء في المقدمة، فبعد أن بذلن قصارى جهدهن لإسماع مطالبهن وإنقاذ بلدهن، هنّ أيضاً دفعن الثمن الأغلى، لأنه كما تشير إحدى بطلات الفيلم، وهي تدلي بشهادتها، عندما يخرج رجل من السجن، “فهو في نظر السوريين “بطل” أمّا المرأة فينظر إليها على أنّها “عاهرة”.
قصّت إحد بطلات الفليم “لبنى” تفاصيل استشهاد أطفال الغوطة الواقعة بريف دمشق اختناقا جراء الهجوم الكيماوي الذي شنه رأس النّظام “بشار الأسد”، وتقصّ أخرى “مروى” كيف فقدت أخاها وكيف أجبرت على العيش في الحصار حيث يجب عليك إمّا أن تستسلم أو تتضوّر جوعاً، وفي كلتا الحالتين تشعر بالإهانة، حسب وصفها.
الجدير ذكره أنّ بطلات الفيلم لسن إلاّ مثالاً صغيراً على إجرام قوّات النظام الذي اعتقل آلاف النّساء البريئات دون ذنب أو سبب.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع