الجزيرة نت .
تمكنت الجزيرة من التسجيل مع أحد الشهود وهو مجند منشق خدم في سجن المزة العسكري، وكان شاهدا على سقوط عشرات الضحايا من المدنيين منذ بدايات الثورة، وشاهدا على كيفية التعامل القاسي مع جثث المدنيين التي كانت تصل للسجن.
وبحسب شهادة هذا المجند لحلقة السبت 21/3/2015 من برنامج “حديث الثورة”، فإنه وفي بدايات الثورة وصلت للمستشفى الذي كان يعمل به حوالي 45 جثة لمواطنين من درعا، قيل لهم إنها جثث لمندسين، مشيرا إلى أن وصول الجثث توالى منذ ذلك الحين، وكانت الجثث تصل من مختلف الأفرع الأمنية وتوالت الجثث بعد ذلك من الأفرع الأمنية المختلفة، وكانت تحضر إلى المستشفى بسيارة مغلقة.
وبحسب شهادة المجند -وكما أظهرت الصورة- فإن السجانين كانوا يكتبون على الجثث بالقلم الأسود إلى أي الأفرع الأمنية تنتمي، وتترك في العراء مدة يومين أو ثلاثة ممددة على الأرض، لتأتي الكلاب والجرادين لتنهشها، ريثما يصل عددها إلى مائتين أو ثلاثمائة جثة.
وبعد ذلك يأتي الطبيب الشرعي ويقوم بتفريز الجثث ويأمر بتعبئة بعضها في أكياس وتحميلها في السيارات، وتترك التي لم يأمر الطبيب بتحميلها في مكانها.
وأوضح الشاهد أنهم كانوا يرصون الجثث فوق بعضها في السيارات مثل أعواد الكبريت، وكان تظهر عليها آثار التعذيب والضرب بالكهرباء والإصابة بالجرب والجوع، موضحا أن أعمار الضحايا كانت تتراوح بين عشرة أعوام وسبعين عاما.
وأضاف الشاهد أنه سمع أن هذه الجثث ترسل إلى محرقة للجثث تم إنشاؤها بمستشفى المزة وكان يشرف عليها شخص قادم من إيران، وأنها كانت تتعرض إلى أنواع من التشبيح مثل الضرب والدعس بالإقدام، وأكد أن أحد زملائهم حاول الانشقاق ولكن تم القبض عليه وأحضر إلى المستشفى جثة ها
مدة.