يشكو ناشطون ومقاتلون من الزج باسم جبهة النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية في المعارك التي تجري مع القوات الكردية في عفرين، شمال غرب حلب، رغم أن الفصيل الرئيسي في هذه المعارك هو جيش السنة، وهو ما يخدم المزاعم بأن هذه المناطق خاضعة لجبهة النصرة وبالتالي تبرير ضربها.
الطبيب “محمد.ك” أحد الأطباء الذين صمدوا في الداخل السوري طوال هذه الأعوام، ما جعله مطلعا على ما يجري، يقول لـ”عربي21“: “بوضوح تام وفيما يخص الشأن الكردي، فإنني أحترم القوات الكردية ككيان منظم، إلا أن ما يبثه الإعلام الكردي، وما تنشره بعض وسائل إعلام المعارضة السورية، يهدف بالدرجة الأولى إلى إعطاء تسمية واحدة لكل فصائل المعارضة، ألا وهي جبهة النصرة، وهذا الأمر يهدف للكثير من الأمور”.
ويضيف الطبيب الميداني: “هذا الطرح الإعلامي موجه تماما، ويعطي المبررات الدولية لغض النظر عن قصف المدنيين في شتى أرجاء حلب، بحجة أن الطيران التابع للنظام أو الطيران الروسي يقوم بقصف عناصر جبهة النصرة، الذين صنفوا بالتنظيم الإرهابي”.
ويقول: “رغم أن بعض المؤسسات الإعلامية كشفت هوية الفصيل الذي يحارب القوات الكردية على أطراف عفرين، وأكدت أنه جيش السنة، ورغم أن جثامين مقاتليه الذين عرضوا في عفرين تؤكد انتماءهم له، إلا أن الإعلام الموجه، سواء الكردي أو العربي، يعود لنشر أخبار المعارك على أنها ضد جبهة النصرة وأحرار الشام، وذلك لتبرير القصف الهمجي الذي تتعرض له حلب وريفها الشمالي”، وفق تعبيره.
ويوضح الطيب محمد أن “ريف حلب الشمالي يكاد يخلو من جبهة النصرة في الفترة الأخيرة، وكل المعارك التي تجري بين فصائل الجيش السوري الحر والقوات الكردية لم تكن للنصرة يد فيها لا من قريب أو بعيد”، وفق تأكيده.
لكن الطبيب الميداني يستدرك قائلا: “نعم جبهة النصرة تشارك أحياناً في اشتباكات الشيخ مقصود بحلب، وهذا أمر آخر بعيد عن الأول، إذ إن جبهة النصرة تشارك في قصف الحي أو الاشتباكات مع القوات الكردية هناك، بالإضافة لأكثر من خمس فصائل أخرى، فلماذا لا يتم ذكر باقي الفصائل، بل التركيز الأكبر يكون على جبهة النصرة؟ الجواب واضح، هذا التضليل الإعلامي جزء من المعركة”.
أما “أبو الليث”، الذي يعمل مع أحد فصائل الجيش السوري الحر في مجال الخدمات وتأمين المواد الغذائية والإسعافية لمقاتلي الجبهات، فيتحدث لــ”عربي21” حول الموضوع قائلا: “لا أستغرب أن تقوم وسائل الإعلام الكردية بهذا التزييف، فهي معركتها وتقوم بكل ما يمكن من أجل إنهاك الخصم حتى ولو كانت النتيجة قتل مدنيين، لكنني أستغرب قيام وسائل إعلام تدعي الثورية والمساندة لفصائل الجيش الحر وتنادي بحماية المدنيين، بهذا التزييف غير الأخلاقي”، بحسب وصفه.
وقال أبو الليث: “معارك عفرين الأخيرة لم يشترك فيها سوى مقاتلو جيش السنة الذين خذلهم رفاقهم من فصائل أخرى وتركوهم وسط المعركة ليقتل عدد كبير منهم”.
ويرى أبو الليث أن “وسائل الإعلام ترتكب جرائم لا تقل عن جرائم النظام، فمعظمها تقوم بصنع تبريرات عبر ما يروج له من أخبار، لقصف المدنيين في حلب أو ريفها”.
كما اعتبر أبو الليث أن “السكوت الأمريكي الكامل عن القصف الروسي لريف حلب وقصف النظام لأحياء المدينة الخارجة عن سيطرته، ليس سوى نتيجة لما تطرحه وسائل الإعلام من انتشار للنصرة ومشاركتها في كل المعارك، لا سيما تلك التي تثير الرأي العالمي والتي تتعلق بالأكراد وقصفهم في عفرين أو الشيخ مقصود”.
ويتابع قائلا: “أعرف أن الأمريكيين أو الروس يدركون تماما كذب المبررات التي يقدمونها بعد أن يصنعها لهم إعلامنا الثوري، لكن أن يكون لديهم المبرر الذي يسمى جبهة النصرة وحركة أحرار الشام، فهذا بالنسبة لهم أفضل بكثير من أن يتم القصف دون خلق مبررات”، وفق تقديره.
عربي21