5 مليون لبناني في مساحة 10.4كلم مربع، في بلد لا رئيس له منذ أكثر من 490 يوما، بلد يعاني من 3عقود انقطاعات واسعة في التيار الكهربائي، و وعود مؤجلة من حكومة بحل أزمة النفايات والمياه والسجون وكثير من القطاعات التي تعاني من فساد كبير.
مع كل هذه الأزمات المتراكمة على هذا البلد الصغير، يضاف إليها إعانة 1.8 مليون لاجئ سوري هربوا من الموت، ليضيفوا إلى قائمة المشاكل مشكلة أخرى، وحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن الأزمة السورية تؤثر على الاقتصاد اللبناني وأيضاً على التركيبة السكانية و الاضطراب السياسي والأمني.
“عرسال” مدينة على حدود السورية اللبنانية بالقرب من جبال القلمون عدد سكانها 35ألف نسمة، إلا أن عدد سكانها أصبح أكثر من 85ألف نسمة مع السوريين حسب أرقام المفوضية السامية للأمم المتحدة، فقد قفز عدد المخيمات غير النظامية في المدينة من ستة مخيمات إلى ثلاثين مخيماً.
مخيمات عرسال تعرضت لكثير من الأحداث آخرها مقتل ثلاث لاجئات في إطلاق نار من قبل الجيش اللبناني على على مخيمات بشكل عشوائي، إثر انفجار عبوة ناسفة بدورية للجيش في أحد أحياء البلدة .
لا فرق في التعامل بين غني وفقير فاللاجئ السوري بجميع طبقاته يلقى نفس المعاملة، تشديد في الإقامات، و إهانة في الكلام ، وتصل للتعنيف والضرب و إجحاف في الحقوق المالية لكثير ممن يعمل على الأراضي اللبنانية، يقول أحمد رحال ممن أجبرتهم الحرب على النزوح إلى لبنان :”أتيت إليكم لاجئا .. أولم يكفيني مايحدث لوطني ..لست إرهابيا .. لست كائنا فضائيا..أنا مجرد بشر ” كل هذا كان كفيلاً ليطلق ناشطون على تويتر منذ أيام هاشتاغ “#أخرجونا_من_لبنان ” شارك فيها الآلاف من اللاجئين السوريين .
عبد الرحمن ناشط في لبنان يقول “بعد نجاح هاشتاغ “أنقذوا_عبير” الذي كان سبب في إطلاق سراح عبير من قبضة مليشيات حزب الله بعد خطفها من قبلهم منذ أسابيع ،كانت الفكرة لتسليط الضوء على ما يعانيه السوريون في لبنان على مدى 4 سنوات ” .
فقد تلخصت أهداف هذا الحملة بتأمين خروج السوريين بالإضافة لتأمين حماية عاجلة لجميع اللاجئين في لبنان، ووقف عمليات الاعتقال التعسفي بحق السوريين، ومحاكمة فورية لمن تجاوزت فترة اعتقاله العام، كما طالبوا بتسهيل شروط الإقامة في لبنان التي أصبحت تعجيزية .
يغرد جمعة محمد لهيب في تويتر:”لو تم التنسيق بين حكومة لبنان وحكومة أنقرة لإرسال السوريين إلى تركيا لما بقي سوري في لبنان”
المشاركات كانت من مختلف الدول العربية منها ما هو موافق للحملة ومنها من اعتبرها إنكارا للجميل الذي قدمه اللبنانيون باستضافتهم للسوريين، وبعض التعليقات كانت طائفية مع تحريض على قتل السوريين واعتبرها فرصة للخلاص منهم .
إيمان مغردة لبنانية تقول :”هذه التصرفات فردية ونتيجة هيمنة حزب الله وإيران على لبنان ،جيشنا اللبناني أصبح تحت إمره ايران التي تقتل السوريين في أرضهم وفي لبنان ” .
كما شارك فيها كثير من المعارضين من داخل سوريا وخارجها تضامنا على ما يحدث في لبنان فعلق المعارض السوري محي دين لاذقاني :”ما أصعب هذه الصرخة السورية التي تخرج من حناجر من ثاروا ضد ديكتاتور استعبد السوريين واللبنانيين معا”.
نظام بعثي بقيادة إيرانية زرعت بذور الفتنة بين الشعبين لتكون النتيجة خلافات على مر السنين، فعندما يُذكر اسم السوري في لبنان أصبح ذلك كناية عند اللبنانيين عن جريمة ما، فكل ما فعله السوريون هو أنهم نزحوا إلى بلادٍ يعتبرونها بمثابة جارٍ لهم ليلاقوا ما يلاقونه هناك فضلاً عما يصيبهم في بلدهم الأم.
موقع اتحاد الديمقراطيين السوريين – أماني العلي