بعد تحرير مدينة ادلب في 28 مارس وانسحاب النظام من المدينة ظهرت الحاجة لتنظيم أمور المرور داخل المدينة بعد أن سادتها الفوضى.
عماد “شرطي المرور” في مدينة ادلب المحررة يقف لساعات طويلة ينظم حركة المرور في المدينة، وسط ارتفاع أصوات الزمامير ومخالفات السائقين المتكررة وتصادم عابري الطريق مع بعض السائقين، هو من يعيد التوازن إلى حركة السير في الشوارع وينظمها.
يقول عماد: ” أقضي يومي واقفا لأنظم حركة السير والمرور للسيارات والمواطنين داخل المدينة التي أصبحت مزدحمة بالسكان نسبيا، حفاظا على أرواح المواطنين”.
ويضيف : ” أواجه يوميا الكثير من المشاكل والمخالفات المتكررة، إلا أني أتابع عملي لإدراكي أن هذه الفوضى ستنتهي قريبا والناس والسائقين سوف يتعودوا على النظام تدريجيا”.
ارتبط اسم الشرطي سابقاً بمخالفات الرشوى، فأصبح السائق وبشكل تلقائي ما إن يرى شرطي المرور يخرج من جيبه 200 ليرة أو أكثر يدفعها للشرطي، عداك عن السماح لرجال الأمن والضباط وأولاد المسؤولين، بشكل عشوائي دون أن ينظم بحقهم أي مخالفة حتى وإن وصلت مخالفتهم لحادث أودى بحياة مواطنين، خوفا منهم إذ يتعرض شرطي المرور أحيانا للضرب أو لفصله من عمله.
أبو سليم سائق سيارة أجرة في مدينة ادلب يقول: ” قبل التحرير، ارتكبت مخالفة سير لتجاوزي حدود السرعة المحددة، فاحتجزت مركبتي ودفعت غرامة بقيمة 25 ألف ليرة سورية وحسم 16 نقطة من رخصة القيادة ، هذا القانون فقط للمواطن العادي، أما المسؤولين وأولادهم ورجال الأمن والشبيحة، فيحق لهم ارتكاب جميع المخالفات المرورية من تجاوز للسرعة وقيادتهم السيارات تحت تأثير الكحول، دون أن يتفوه شرطي المرور بأي كلمة”.
في بداية تحرير مدينة ادلب، لم يكن هناك أي تنظيم لحركة المرور في المدينة، إذ أنها كادت تخلو من السكان، وتدريجيا بدأت الناس بالعودة وبدأت الفوضى والمخالفات تعم الطرقات والشوارع، وكانت فرصة ذهبية لبعض السائقين بتحديد التسعيرة حسبما يشاؤون، على الرغم من الوضع الاقتصادي الخانق للمواطنين.
أم يزن مواطنة في ادلب: ” استقليت سيارة أجرة من السوق لجانب جامع شعيب، فأخذ مني السائق350 ليرة سورية بحجة غلاء البنزين وما من جهات معنية لأبلغ عن هذه المخالفة “.
لذلك كان لا بد من وجود جهات منظمة لحركة السير والمرور، حيث بادر جيش الفتح ،بالإضافة لأعماله بتنظيم كافة الأمور المتعلقة بشؤون المواطنين، بتنظيم حركة المرور ووضع شرطة مرور في الشوارع والمفارق المحتشدة بالمواطنين والسيارات.
يقول عماد شرطي المرور: ” علينا أن نتعاون مع السائقين، حفاظا على أرواح وسلامة المواطنين والسائقين خاصة وإن الدراجات النارية أصبحت تعم شوارع المدينة “.
وطالب شرطة المرور المسؤولين في المدينة بوضع إشارات ضوئية في الشوارع المزدحمة، لمساعدتهم في تنظيم حركة المرور، ة اتخاذ إجراءات صارمة بحق المخالفين وتحديد أعمار سائقي السيارات والدراجات النارية تفاديا لارتكاب الحوادث.
لا يتوقف عمل شرطي المرور على تنظيم المرور فحسب، بل يستدعي عمله أحيانا لحل الخلافات في الشوارع وملاحقة المطلوبين وتقديم المساعدة والعون لأصحاب الحوادث، إنها مهمة إنسانية تعمل على تنظيم حياة المواطنين بكافة نواحي الحياة والمحافظة على أرواحهم.
المركز الصحفي السوري سلوى عبد الرحمن