في سجنـي ألـمٌ يقتلنـي .. سجّـانـي أصبحَ من وطنـي
وحـشٌ بملامِــحِ إنســــانٍ .. و بيده الســوط ليضـربنـــي
ينهش من لحمــي يأكلــه .. ككــلابٍ تنهش من بدنـــي
يصـلبنــي خشبـاً لجــــدارٍ .. و بنصـل المثقـب يثقبنـــي
يقطـع أنفاســي يغرقنــي .. و بكـل السُــبُـل يعذّبنــــي
يتـركـنــي بضـعـــة أجـــزاءٍ .. يكـــوينـي نــاراً تحـرقنـــي
لا يـرحـــم ضـَعفـاً أو مرضـاً .. أو جـرحـــاً بـــالَغ بالعفـــنِ
و رطوبــة سجني تخنقني .. و ظلامٌ أســــود يـرعبنـــي
يطعمنـي بعض نفـــايـــاتٍ .. أتـأنّـف منهــــــا تقـربنــــي
فأبيــت بليلـي جـوعــــانـاً .. و الشـوق لأهلــي أرّقنــي
لا أرجـــو أكـــلاً أو شـــربـاً .. لا أرجـــو كـلبـاً يـرحمنـــي
أملـــي مـوصــــولٌ بـإلــــهٍ .. بيديــــه القـدرة يكـرمنــي
يرقبنـي من فــوق سمــاءٍ .. أملــــي باللــــه يصبّـرنـي
فأعـــود لأهلــي منتصــــراً .. أو فـي فردوسٍ يـرفعنـــي
من أجلكَ ربـــي فلأفنـــى .. و الـــروح فــــداءٌ للوطــــنِ
و لْتشرقْ شمسك يا وطناً .. أسكنه و أرضــه تسكنني