يُعتبر مروان البرغوثي أحد أبرز القادة الفلسطينيين وأحد الشخصيات التي تحظى بشعبية كبيرة داخل الأراضي الفلسطينية، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة. شعبيته ليست مقتصرة على كونه قياديًّا في حركة فتح، بل تمتد إلى كونه رمزًا للنضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي.
إسرائيل تدرك أن الإفراج عن مروان البرغوثي سيعطي دفعة قوية لحركة فتح وسيعزز مكانته كزعيم شعبي محتمل في المستقبل، ما قد يؤثر على التوازن السياسي داخل فلسطين. كما أن إطلاق سراحه في إطار صفقة تبادل أسرى، مثل صفقة غزة، يمكن أن يُنظر إليه على أنه تنازل كبير من الجانب الإسرائيلي، مما يُعرضها لانتقادات داخلية ودولية.
لذلك، يبدو أن رفض إسرائيل إدراج مروان البرغوثي في مثل هذه الصفقات يعود إلى مزيج من الأسباب السياسية والأمنية، بالإضافة إلى محاولتها تقليل رمزية الإفراج عنه كقائد مقاومة يتمتع بشعبية واسعة. كذلك فإن رفض إدارة السجون الإسرائيلية الإفراج عن مروان البرغوثي يتلخص في المقام التالية:
دوره القيادي: يعتبر البرغوثي أحد أبرز القادة الفلسطينيين وأحد رموز حركة “فتح”. وقد لعب دورًا مهمًا في الانتفاضتين الفلسطينيتين الأولى والثانية، وهو شخصية تتمتع بشعبية واسعة في الداخل الفلسطيني، مما يجعله رمزًا سياسيًا مؤثرًا.
اتهامات وأحكام قضائية: حُكم على البرغوثي في عام 2004 بالسجن المؤبد خمس مرات بعد أن أدانته محكمة إسرائيلية بتهم تتعلق بالضلوع في عمليات مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك التخطيط لهجمات أسفرت عن مقتل إسرائيليين.
رفض إسرائيل لأي تنازل سياسي: تعتبر إسرائيل الإفراج عن شخصيات مثل البرغوثي خطوة تضعف موقفها التفاوضي في أي عملية سلام مستقبلية، خاصة أنه قد يصبح منافسًا قويًا على القيادة الفلسطينية.
الخوف من تعزيز المقاومة الفلسطينية: ترى إسرائيل أن الإفراج عن البرغوثي قد يزيد من زخم المقاومة ضد الاحتلال، نظرًا لدوره الرمزي والملهم.
ضغوط داخلية إسرائيلية: هناك معارضة قوية من بعض الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية للإفراج عن معتقلين فلسطينيين تعتبرهم “متورطين في هجمات”، خشية تأثير ذلك على الأمن الإسرائيلي.
وفي إطار المفاوضات الجارية لصفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، تطالب الأخيرة بالإفراج عن مروان البرغوثي. ومع ذلك، تشير تقارير إعلامية إلى أن إسرائيل ترفض إدراج البرغوثي وأحمد سعدات ضمن الصفقة المرتقبة. في الوقت نفسه، أعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، عن نيته الاستقالة من الحكومة احتجاجًا على اتفاق وقف إطلاق النار مع غزة، معتبرًا إياه خطوة غير مسؤولة. ومع ذلك، لا توجد معلومات تشير إلى أن استقالة بن غفير ستؤثر على قرار إسرائيل بشأن الإفراج عن مروان البرغوثي ضمن صفقة التبادل كونه من أشد المعارضين للإفراج عنه، باعتباره ملفًا ذا أبعاد سياسية وأمنية معقدة رغم الدعوات الدولية والفلسطينية للإفراج عنه.