شعبة المعلومات التابعة لقوى الأمن الداخلي اللبناني تلقي القبض على الشبان الثلاثة الذين ظهروا في مقطع “فيديو” انتشر على مواقع التواصل الإجتماعي, يقومون فيه بتعذيب وتعنيف لاجئ سوري في لبنان, وبحسب مصادر إعلامية لبنانية فإن الشبان الذين تم إلقاء القبض عليهم والمتهمين بهذه القضية هم من منطقة رأس الدكواني, وقد انتشر هذا الفيديو بعد ايام قليلة من إقدام الجيش اللبناني على اقتحام مخيمات اللاجئين السوريين في عرسال, واعتقال عدد من الشبان والرجال الذين قضى عدد منهم تحت التعذيب, في سلسلة من المضايقات “المسيسة” ضد وجود اللاجئين السوريين في لبنان, أخذت تتصاعد مجرياتها نحو الشاشة الإعلامية بشكل متسارع, ما وضع العديد من السيناريوهات المحتملة أمام العديد من السياسيين السوريين, حول فك ألغاز هذا “المخطط” الذي لم يكن محض مصادفة.
شريط مصور يعود بالذاكرة إلى الوراء:
الشريط المصور الذي تداوله الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية, لا بد أن يكون حادثة من عشرات الحوادث الخفية التي عانى منها اللاجئون السوريون في لبنان, فهو غيض من فيض, وحادثة تم كشفها للعلن عبر شبكة الإنترنت, فتحت جدلية مالبث ملفها أن تم إغلاقه “عنوة” قبل عدة أيام.
شاب سوري لاجئ يتخذ وضعية القرفصاء على رصيف في أحد الشوارع في لبنان, يتم تعنيفه نفسياً, وتعذيبه جسدياً, وسط قهقهات وضحكات من قبل ثلاثة شبان لبنانيين, امتلأت قلوبهم حقداً على أبناء شعب كان ملاذاً لهم في يوم من الأيام.
هو شريط معاناة يمر أمام أعين السوريين, منذ ست سنوات حتى اليوم, وما أشبه حادثة اليوم التي تعرض لها هذا الشاب السوري اللاجئ بحوادث الأمس, عندما أهان “حماة الديار” أبناء شعبهم وعذبوهم وأوسعوهم ضرباً وقتلا, وغيره الكثير الكثير من شرائط الفيديو التي تؤكد المؤكد أصلاً, فلا حدود اليوم تفصل بين عنصرية وهمجية التعذيب والسادية والوحشية حتى وإن تغير الشارع والمكان, بل وحتى جغرافية الدولة, فالوجوه مختلفة, ولكن حقد القلوب متشابه.
مواقع الإعلام اللبنانية تتداول المقطع:
المضجك المبكي أن تتداول العديد من المواقع الإلكترونية الإعلامية اللبنانية هذا الشريط المصور, لتتأرجح ردات الفعل في الوسط اللبناني بين الشامتين والفرحين بهذا التصرف المشين, والمعتذرين بشكل خجول, ولسان حالهم يقول:” لن نملك أي شيء لنقدمه لإخوتنا اللاجئين السوريين, فنحن في لبنان وأنتم أدرى بحال لبنان!”
يظهر المقطع تعذيب الشاب, وشتمه بعبارات شنيعة, وتوجيه ألفاظ نابية إليه, وإجباره على ترديد هتافات للجيش اللبناني المتهم بقتل “لاجئين سوريين” تحت التعذيب, وهتافات لرفع مقام “رئيس لبنان” الذي يبدو وكأنه يعيش حالة انفصام حقيقي, عن كل ما يجري في بلاده من انتهاكات بحق السوريين إما طوعاً أو كرها بفعل الأيادي الخفية لأذرع النظام السوري وحزب الله في قلب العاصمة اللبنانية بيروت.
كل هذه الأحداث الأخيرة دفعت العديد من اللاجئين السوريين في لبنان إلى الإعراب عن خشيتهم من أن تتصاعد الدعوات العنصرية التي يطلقها بعض اللبنانيين المحسوبين على تيارات معينة ضد اللاجئين.
إذن شعبة الأمن تمكنت من إلقاء القبض على الشبان الثلاثة الذين اعتدوا على اللاجئ السوري, وقد يبدو الأمر مجرد خطوة من أجل تنفيس حالة الغضب والاحتقان عند بعض اللبنانيين قبل السوريين, ولكن السؤال الأهم من كل ذلك:
هل تستطيع شعبة الأمن اللبناني إنصاف هذا اللاجئ, لتبدأ خطوة أولية على طريق كبح جماح الدعوات العنصرية المتصاعدة في لبنان ضد تواجد السوريين؟
أم أن ملف التحقيق معهم سيفقل بعد أيام قليلة, وكأن شيئاً لم يكن, ليستمر مخطط التآمر لإعادة اللاجئين إلى جلادهم بعيداً عن أي ضمانات دولية؟!.
المركز الصحفي السوري – حازم الحلبي.