قالت وزارة الدفاع التركية إنها ستجري مناورات بحرية شرقي البحر الأبيض المتوسط، تتضمن التدريب على إطلاق النار في الأول والثاني من الشهر المقبل، في حين عبر حلف شمال الأطلسي (ناتو) عن قلقه من التصعيد في المنطقة، ودعا أنقرة وأثينا للحوار.
وحددت قيادة القوات البحرية في أنقرة في نشرة ملاحية إحداثيات منطقة المناورات في البحر، طالبة من جميع السفن الابتعاد عن منطقة المناورات لضمان سلامتها.
وأعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار صباح اليوم الخميس أن منطقة المناورات تقع جنوب مدينة إسكندرون في محافظة هاتاي (جنوبي تركيا)، مشددا على أن بلاده لن تسمح بأي خطوة تحرمها من حقوقها في المنطقة.
وأكد أكار في تصريحات صحفية اليوم الخميس أنه لا يمكن القبول بمنطق اليونان القائل إن لهم الحق في كل شيء وإقصاء حقوق تركيا.
الاستعانة بفرنسا والإمارات
وفي تعليقه على دعم باريس وأبو ظبي لأثينا، قال إن اليونان نفسها واثقة من أنها لن تصل إلى نتيجة من خلال الاستعانة بفرنسا والإمارات، مشيرا إلى أن الاتفاقية المبرمة بين مصر واليونان تلحق الضرر بالطرفين، وأن مصر هي الخاسر الأكبر منها.
وكانت وزارة الدفاع اليونانية أعلنت بدء تدريبات عسكرية مشتركة مع فرنسا وإيطاليا وقبرص شرقي البحر المتوسط، اعتبارا من اليوم وحتى الجمعة المقبل.
وقالت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي إن شرق المتوسط يتحول إلى فضاء للتوترات، وإن احترام القانون الدولي يجب أن يكون هو القاعدة لا الاستثناء.
وأضافت الوزيرة الفرنسية أن رسالة بلادها بسيطة، وهي أن الأولوية للحوار والتعاون والدبلوماسية من أجل أن يكون شرق المتوسط فضاء للاستقرار واحترام القانون الدولي، وليس ميدانا لطموحات البعض.
ورد وزير الدفاع التركي بقوله إنه “رغم تصريحات سكرتير عام الناتو المنطقية والساعية للتهدئة، فإن تصريحات وزيرة الدفاع الفرنسية حول المناورات استفزازية، ولا يمكن فهمها أو فهم سياقها”.
قلق ودعوات للحوار
وسبق أن عبر أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرغ عن قلقه من تصاعد الأوضاع في شرق المتوسط. وأضاف -في مؤتمر صحفي جمعه اليوم مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل- أنه على تواصل مستمر مع اليونان وتركيا، مؤكدا ضرورة حل الأزمة بالحوار ووقف التصعيد بين الطرفين.
وفي وقت سابق الأربعاء، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى ضرورة خفض التوتر شرق البحر المتوسط، وحل الخلافات بين الدول المعنية طبقا للميثاق الأممي.
وقال ستيفان دوجاريك -المتحدث باسم غوتيريش- خلال مؤتمر صحفي “نتابع بوضوح هذه التطورات شرق المتوسط (…) ومع وجود هذا العدد من الأطراف المنخرطة، فكما تعرفون هناك قوات عسكرية مختلفة ومناورات تُجرى؛ ولذلك نحث جميع الأطراف المعنية على الحوار”.
ترامب على خط الأزمة
وفي السياق ذاته، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبّر في اتصال هاتفي مع رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس -مساء الأربعاء- عن قلقه من التوتر القائم حاليا بين اليونان وتركيا في شرق البحر المتوسط.
وأضاف بيان للبيت الأبيض أن ترامب دعا الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي إلى الحوار بشأن نزاعهما على الحقوق في موارد الطاقة شرقي البحر الأبيض المتوسط.
وكان ترامب بحث في اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء أيضا القضايا الثنائية والإقليمية، ومنها قضية شرق المتوسط.
من جهتها، قالت الرئاسة التركية في بيان إن الرئيس التركي أوضح خلال الاتصال أن بلاده “لم تكن الطرف الذي يخلق حالة من عدم الاستقرار في شرق المتوسط”، وأن تركيا “أثبتت دعمها للحوار وخفض التصعيد عبر إقدامها على خطوات ملموسة”.
نقلا عن الجزيرة