في ظل المعارك المحتدمة باتجاه ريف إدلب، سعت قوات النظام السوري كما جرت العادة، لحملات تجنيد جديدة، من أجل تعويض نقصها العددي على الجبهات، حيث قامت بعمليات سوق في محافظات سورية عدة، وعلى رأسها العاصمة دمشق، إضافة لكل من حلب وحمص وحماة.
وقال شهود عيان في دمشق لـ«القدس العربي» إن «قوات النظام اعتقلت عدداً من الشبان قرب شجرة عيد الميلاد الموجودة في ساحة العباسيين والتي تم نصبها تمهيداً للاحتفالات بعيد رأس السنة الميلادية، لتتحول المنطقة بعد نصب الشجرة بساعات إلى أكبر تجمع في دمشق، وقد وجدت قوات النظام السوري في هذا التجمع فرصة لاعتقال الشبان وسوقهم للخدمة العسكرية»، مشيرة إلى أن عناصر من الشرطة العسكرية ملأوا المكان.
عناصر الشرطة العسكرية يتجمعون لاعتقال الشبان المتخلفين عن خدمة العلم
وأضافوا: «شهدت المنطقة انتشاراً كثيفاً خلال اليومين الماضيين لعناصر الشرطة العسكرية بزي مدني من أجل ضبط أكبر عدد من الشبان وبدأت تدقيقاً بـ (تأجيلات الخدمة) واقتادت عدداً من الشبان بحجة أن (التأجيل منتهٍ) أو أنهم أنهوا دراستهم ولم يلتحقوا طواعية ومعظمهم من طلاب الجامعات والمعاهد، وهو ما جعل الساحة ليلة أمس شبه خالية من الشبان خوفاً من التدقيق الكبير هناك. واحتفالات «رأس السنة» ليست المناسبة الوحيدة التي يتم تسخيرها من أجل القبض على المطلوبين للخدمة العسكرية فحسب، فقد سبق أن استغلت قوات النظام وشرطته العسكرية العديد من المناسبات من أجل اعتقال الشبان، وقد وصل الأمر في إحدى المرات لمداهمة بعض مقاهي العاصمة دمشق أثناء مباراة كرة قدم بين ناديي ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين ضمن ما يسمى «الكلاسيكو»، واعتقلت خلالها عشرات الشبان الذين تجمعوا داخل تلك المقاهي.
وقبل يومين رصدت مصادر إعلامية قيام دوريات تابعة لفرع فلسطين بحملة دهم اعتقلت خلالها عدداً من الشبان المطلوبين لأداء الخدمة العسكرية الإلزامية والاحتياطية من أبناء بلدات جنوب دمشق، حيث ذكر موقع «صوت العاصمة» أن «الدوريات دخلت بلدات الذيابية والحسينية ومخيم الحسينية عبر حاجز المؤتمرات، وأقامت عدة حواجز مؤقتة في محيط البلدات، وأجرت خلالها عمليات الفيش الأمني للمارة».
ولم تقتصر عمليات الاعتقال على التجمعات في المقاهي والأماكن العامة في المدينة فحسب، بل امتدت لتشمل الأسواق والشوارع، حيث أكدت مصادر مطلعة لـ «القدس العربي»، قيام الشرطة العسكرية أمس باعتقال عدد من الشبان من أسواق الحريقة وساروجة في العاصمة، إضافة لشنها حملات اعتقال أخرى طالت نحو 30 شاباً تراوحت أعمارهم بين الـ 18 و30 عاماً وتم اقتيادهم إلى شعب التجنيد التابعين لها تمهيداً لسوقهم إلى جبهات إدلب من شبان قدسيا والهامة.
وحسب المصادر ذاتها فإن الشبان الجدد باتوا يخضعون لدورة قصيرة جداً بالكاد يتعلمون خلالها أولويات حمل السلاح ثم يتم الزج بهم على الجبهات بعد أسبوع أو عشرة أيام على أكثر تقدير، رغم أن دورة إعداد المقاتلين أو ما يعرف باسم (دورة الأغرار) كانت تأخذ بين 45 – 60 يوماً قبل أن يتم فرز الجنود كل إلى اختصاصه وثكنته التي سيخدم بها.
ورصد ناشطون على مدار السنوات الخمس الماضية فرار آلاف الشبان خارج مناطق سيطرة النظام السوري، وحتى خارج البلاد هرباً من الخدمة العسكرية، حيث باتت المدن السورية شبه خالية من شبانها خلال العامين الأخيرين، وهو ما ظهر جلياً في صور عدة رصدتها عدسات الصفحات الموالية وعدد من الناشطين، أظهرت نسبة الإناث المرتفعة قياساً بالشبان في العديد من الأماكن، من بينها مدارج الجامعات وقاعات الامتحانات وغيرها.
نقلا عن القدس العربي