دعا وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، يوم الأحد، روسيا إلى الانتهاء من اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا مع امريكا، وشدد على ضرورة تسليم المساعدات الإنسانية للمحاصرين في حلب.
ونقلت وكالة (رويترز) عن شتاينماير قوله لمنتدى فونكه مديانجروبه الذي يضم مجموعة من الصحف في مقابلة ستنشر يوم الاثنين “لقد تقدمت الولايات المتحدة بعرضها. وبمقدور روسيا الآن أن تظهر أنها مهتمة بحق بوضع نهاية للقتال في سوريا.”
وأضاف شتاينماير”حتى روسيا ليس لديها مصلحة في استمرار القتال في سوريا. فموسكو تعلم كما يعلم الجميع أنه لا يوجد حل عسكري للصراع في سوريا.”
ولفت شتاينماير الى استياء أعضاء في تحالف يمين الوسط الذي ينتمي إليه، حينما أصر على الحاجة لمواصلة التعامل مع روسيا، مضيفاً إن إنهاء القتال في سوريا ليس بيد موسكو وحدها ولكن “أيضا بيد لاعبين آخرين داخل سوريا وخارجها لا يريدون إلا استمرار القتال“.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين, شدد في وقت سابق يوم الاحد, على انه لا يمكن التوصل لتسوية نهائية للأزمة في سوريا إلا عبر “الطرق السياسية”.
وحول الوضع في حلب، قال شتاينماير للصحفيين في أوسلو مساء يوم الأحد إن وقف إطلاق النار في حلب هو الشرط الأساسي للمعارضة السورية كي توافق على العودة للمفاوضات.
وكان وفد هيئة المفاوضات المعارضة انسحب من جولة جنيف الأخيرة في نيسان الماضي، والتي انتهت بإصدار دي ميستورا لوثيقة تقول إن خلافات كبيرة تبقى بين الجانبين في رؤيتهما لانتقال سياسي لكنهما يتشاركان “قواسم مشتركة” بما في ذلك الرأي بأن “الإدارة الانتقالية قد تشمل أعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة ومستقلين وآخرين”.
وأردف الوزير الألماني “هذا هو الشرط الوحيد الذي تضعه المعارضة كي تكون مستعدة للعودة إلى جنيف من أجل محادثات سياسية.”
وأعرب شتاينماير عن أمله أن يحرز المسؤولون الأمريكيون والروس تقدما في هذه القضية خلال الاجتماعات الثنائية التي تجرى على هامش قمة مجموعة العشرين المنعقدة في الصين.
وكان المبعوث الأمريكي في سوريا مايكل راتني, قال يوم الأحد, إن واشنطن تبحث مع روسيا اتفاقا, قد يعلن قريبا, يطالب “بانسحاب الجيش النظامي من طريق الكاستيلو وهو طريق الامداد الرئيسي شمال حلب”.
وكانت رويترز نقلت عن مصادر دبلوماسية قولها, يوم الجمعة, إن روسيا والولايات المتحدة تقتربان من التوصل إلى اتفاق بشان وقف “إطلاق النار” مدته 48 ساعة في حلب, وامكانية ادخال المساعدات الانسانية. حيث سيسمح الاتفاق بوصول المساعدات الإنسانية من طرف الأمم المتحدة، كما سيحد من الطلعات الجوية فوق المدينة وريفها.
واتفقت موسكو مع واشنطن على عدد من “المسائل الفنية” حول سوريا, لكن ما زال هناك “نقطتان صعبتان”, بحسب مااعلنه وزير الخارجية الامريكي جون كيري, عب لقائه بنظيره الروسي, على هامش قمة العشرين في الصين, في وقت اشار الرئيس الامريكي الى وجود خلافات “جدية” قائمة بين الروس والامريكان حول سوريا, معتبرا ان التوصل لاتفاق امر “صعب” دون تقديم موسكو تنازلات.
واعربت موسكو مؤخرا عن “الاسف” لاستمرار التباعد مع واشنطن بشان التعاون في سوريا, بعدما نفت الاخيرة صحة الأنباء الروسية القائلة بوجود أي تنسيق عسكري بين واشنطن وموسكو في سوريا ولا سيما قصف مسلحي حلب.
وتتبادل أمريكا وروسيا الاتهامات حول جدية كل منهما في محاربة الإرهاب وتحديداً في سوريا، حيث تتهم موسكو واشنطن بدعم فصائل معارضة ترتكب انتهاكات للهدنة الشاملة، التي دخلت حيز التنفيذ في 27 شباط الماضي، في حين تواصل واشنطن مطالبة النظام وروسيا بالتوقف عن “ممارسة العنف” وقصف المدن.
سيريانيوز