انتصارات وبطولات عدة حققتها عناصر قوات النظام السوري في الانسحاب خلال العام الماضي، حيث كان عاماً حافلاً سطروا به أروع ملاحم الهزيمة في مدينة إدلب وريفها ليظهروا عبر وسائل إعلامهم بالنهاية”أبطال الجيش العربي السوري”.
بعد تحرير مدينة إدلب من النظام السوري، هرب منها كل من انتسب للجان الشعبية والدفاع الوطني بحسب تسميتهم ومن كان متعاملاً مع النظام خوفاً من أن يلاقي حتفه ويكون الموت مصيره على يد الثوار، كان عملهم كتابة التقارير بالمواطنين الأبرياء وغيرها من قضايا الفساد.
كانت وسائل إعلام النظام و مواقع التواصل الاجتماعي منبراً أمام من فروا مع عناصر النظام والموالين له في محافظة إدلب، ليعيشوا بحالة خيالية ويبرروا هزائمهم ويتوعدوا بالعودة المنتظرة في القريب العاجل .
ونظرا للخسائر البشرية الكبيرة التي يتكبدها النظام يومياً في معاركه مع الثوار، أعلن محافظ ادلب خير الدين السيد من مكتبه المؤقت في مدينة حماه
منذ أيام عن فتح باب التطوع في الألوية الطوعية لادلب “اللواء الرابع” .
ويبرر النظام كعادته مثل هذا الإعلان بأنه تلبية لرغبة المواطنين الشرفاء بحمل السلاح إلى جانب عناصره للقضاء على مايسميه “الإرهاب التكفيري ” وللقيام بواجبهم المقدس في الدفاع عن الوطن وحماية الممتلكات العامة.
وما إن صدر إعلان التطوع حتى تهافت المئات للتسجيل ممن كانوا حسب تسمية الأهالي لهم”شبيحة” ادلب، وذلك لتلقي التدريبات العسكرية ليكونوا رديفاً حقيقياً لقوات النظام، ومهمتهم الأساسية تثبيت النقاط التي تقوم قوات النظام باستعادة السيطرة عليها وحمايتها من أي هجوم متوقع.
وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لمحافظ ادلب وهو يستقبل الملتحقين ويسجل لهم طلبات انضمامهم للألوية الطوعية، وبين السيد أن سوريا بخير طالما أن أبناءها اندفعوا بطوع إرادتهم للدفاع عنها ولتلقي التدريبات والعلوم القتالية.
لم يكن الإقبال على التسجيل محبة بالوطن بل طمعا بالمغريات المادية التي تقدم لهم بالإضافة لإعطائهم صلاحيات مطلقة في أمور عدة، ويقبل في التطوع كل من العاملين في الدولة بتكليف من العمل لدى الوزير المختص على أن يمنحوا 50% من الراتب الأصلي كزيادة عن الراتب، والمواطنين من غير العاملين في الدولة بموجب عقد عمل مع وزارة الدفاع براتب شهري وقدره25 ألف ليرة لستة أشهر قابلة للزيادة.
ومن المغريات أيضا 10 آلاف ليرة سورية منحة لمهمة قتالية إلى جانب الراتب، ويكلف المنتسبون إلى الألوية الطوعية بالعمل في محافظاتهم أ قرب أماكن سكنهم .
هذا جل ما يقوم به النظام لاستقطاب المزيد من المواطنين أصحاب النفوس الضعيفة عبر إغرائهم بالمال والسلطة، فعن أي وطن يتحدثون ويدعون أنهم يدافعون عنه وعن مصالحه، في وقت لم يتبق منه سوى الدمار والركام، فهل سيقومون بمهمتهم على أكمل وجه؟ أم أنهم سيلوذون بالفرار ليتوجوا أبطالا كما حدث في ادلب؟
المركز الصحفي السوري ـ سماح خالد