” للأمانة ” أن حكومة الأسد لا تريد الغش أو خلط المصطلحات، رفقا بالناس، لذلك حذرت من استخدام اسم ” اللبنة والجبنة والحليب” على منتجات أشباهها، لأجل منع الغش لا أكثر! لذلك طلبت تسميتها “كريم مالح، حامض قابل للدهن، تركيبة، قوالب تغطية “، فحكومة الأسد تريد تغذية صحية لبطن “شبه المواطن” بهذه المنتجات!
لا يمر يوم على أتعس منطقة جغرافية في الشرق الأوسط تقريبا المسماه ” سوريا” التي يحكم آل الأسد بعض ترابها فقط، وبإشراف دولي، إلا وتسمع وترى فيها ما يثير العجب، والحزن أيضا!
فنظام الأسد يقدم مكرمات ومساعدات “عارمة” للشعب حديثا، تمثل أولها بعد خطابه الأسطوري الأخير، بظرف زيت الزيتون ذي الـ20 غراما بسعر 500 ليرة، الذي يشبه ظرف ” النسكافيه” الذي نشربه كل يوم.
لم يتعود السوريون أن يروا زيت الزيتون معبأَ بهذا الشكل! وسوريا بلد مصدّر له. وفيها عدة مدن تشتهر به.
لأجل الفقير و”المشحر”، الموظف ذو 50 ألف ليرة، أو الضابط العسكري، والأستاذ الجامعي. الذين يؤدون عملهم في ظل حكومة لا ترى إلا بشار الأسد، ولكن ما أحن الحكومة على المواطن.
على الأقل رأفت بحال الدبيكة والراقصين فرحا وسعادة، في الفوز الديمقراطي، الأفضل حتى من الديمقراطية الأمريكية، كما وصفه المهرج فيصل المقداد المصاب بالشيزوفرينيا على ما يبدو.
بقرار وزاري، نعم وزاري، أشباه الألبان والأجبان في الأسواق السورية .
فقد أصدر وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك للنظام “طلال البرازي” قراراً يسمح لمعامل الألبان والأجبان المرخصة أصولا، بإنتاج شبه ألبان وأجبان ليقضي على الجوع، ويقدم دعم اقتصادي للمواطن.
الأشباه هذه هي منتجات غذائية يدخل في تركيبها الأساسي الحليب ومشتقاته، ويضاف إليه حسب الرغبة الزيوت النباتية غير المهدرجة، النشاء المعدل، أملاح استحلاب، منكهات غذائية مسموح بها! بغض النظر عن ضررها الذي لم يأبه له الوزير!..
النظام راعى الفروقات المالية بين شبيحته ومسؤوليه، وبين بقية الشعب. فالشبيح والمسؤول الذي يسرق وينهب، ويحصل على المال بأي طريقة، يمكنه شراء لبنة وجبنة أساسية بدون تعديل كيمائي ضار. أما الفقراء والدروايش أتاح لهم النظام تناول شبه جبنة وشبه حليب. وراعى موضوع التسمية للأمانة, فطلب تسميتها كريم مالح، قوالب تغطية..وهكذا، فهو يعتبر قسما كبيرا من المواطنين، أشباه مواطنين. بأشباه رواتب!
هذا ما حلّ بسوريا ياسادة.. أصبحت شبه بلد. بأشباه مواطنين، وأشباه رواتب، وأشباه حياة. يحكمها شبه رئيس.
مقال رأي
محمد إسماعيل
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع