صبغت ساحة الأمويين يوم الجمعة الماضي بألوان زاهية مختلفة أطلقت في الهواء تيمنا باحتفالات سكان الهند، وذلك في ماراثون رياضي حمل اسم “أنا أحب دمشق” قام به مجموعة من الشباب والشابات في مدينة دمشق احتفالا بالذكرى الثالثة والأربعين لحرب تشرين، وشارك في الحفل محافظ دمشق بشر الصبان ووزير السياحة بشر اليازجي اللذين دشنا نصبا تذكاريا كتب عليه “I love Damascus”.
وتخلل الاحتفال الصاخب والراقص عدة فعاليات بعد تراشق الألوان بين المشاركين وصبغ أجسادهم وملابسهم فيها بالإضافة للأغاني التي صدحت في أرجاء الساحة عن الوطن وقائد الوطن بحسب تعبيرهم، وإطلاق البوالين الملونة، والتقاط الصور والألوان ملأت وجوههم الضاحكة تعبيرا عن مدى سعادتهم بهذا الاحتفال.
ونقلت وسائل إعلام محلّية عن اليازجي، قوله إنّ “مشاركة الشباب السوري في هذه الفعالية تُكمل مشاركته وتواجده على كل الجبهات في أرض الوطن سواء جبهات القتال أو مقاعد الجامعات أو أماكن العمل، وهي في هذا الوقت بالذات دلالة كبيرة على الثقة الكاملة بالنصر”.
فيما علّق الصبّان، خلال لقاء مع الفضائية السورية، على الاحتفالية بقوله إنّ “إرادة الشعب لن تنكسر، وستكون أقوى من أي شيء آخر، واحتضان الجيش هو عنوان النصر”.
“وكأن وزير السياحة يعيش في عالم آخر، وغير دار بما يجري في سوريا، فكيف لشباب اجتمعوا على الرقص وتقليد الغرب في عاداتهم وتقاليدهم ويتبارزون من التقط لنفسه صورة “سيلفي” أجمل، أن يكونوا مكملين لمن يتواجد على الجبهات ؟؟، وقد يكون معه حق فكلا الطرفان ليس لديه حس بالمسؤولية أو احترام الآخرين”، هذا ماقاله أحد المواطنين في دمشق لدى رؤيته مقاطع الفديو التي بثت على مواقع التواصل الاجتماعي وهي تظهر مدى فرحتهم العارمة بالاحتفال.
في الوقت الذي صبغت به شوارع دمشق بالألوان احتفالا، كدليل واضح أن الحرب لم تطرق أبوابهم، وأن الحياة طبيعية كأن شيئا لم يكن، تعيش المدن والأحياء المحررة بصبغة حمراء بلون دماء شهدائها ونقاء أرواح أطفالها، والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا الموقف المخجل، كيف يحتفلون في دمشق وجيرانهم في حيي قدسيا والهامة يتعرضون يوميا لعشرات البراميل المتفجرة دون شفقة أو رحمة؟؟.
ولعل ماحدث يدل بشكل واضح على مستوى الانحلال الأخلاقي الذي وصل إليه شباب دمشق، غير آبهين بما يحدث في باقي المدن السورية، وغير مكترثين لمعاناة المدن المحاصرة من قصف وجوع وحرمان، وما هي الفائدة التي حققوها من هذه الاحتفالية في ظل الأوضاع المأساوية التي تعيشها سوريا بشكل عام، وعلق عبدالله على الفديو:” لسا بقولوا شعب سوري واحد ناس بحلب عم تموت وناس بشام عم ترقص، ماحدا حاسس بوجع حدا للأسف”.
المركز الصحفي السوري ـ سماح الخالد